نشوى

رضا صالح
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

رضا صالح

جاءت لتعمل معى فى العيادة منذ شهرتقريبا؛ اتفقت على العمل فترة نهارية من الساعة 9 صباحا.

تسلسلت الأحداث كمايلى:

اشترت شقة بالقسط؛ ألف مبروك

ـ بس محتاجة توضيب

ـ تمام لازم توضبيها

ـ محتاجة وش نظافة وسباكة والنجار يركب الأبواب والشبابيك والغاز.. فى المنطقة بيركّبوا الغاز حاليا

ـ طيب تمام

***

تجديد البطاقة

قالت:

ـ بالأمس حدثت مشكلة

ـ ماهى؟

ـ ذهبت إلى مقر الغاز لأقدم على دخوله؛ طلب منى الموظف بعض الأوراق؛ وطلب البطاقة الشخصية؛ بطاقة  الرقم القومى

ـ وما المشكلة؟

ـ قال إن تاريخها انتهى، سأستأذن للذهاب إلى السجل المدنى.

بعد الظهر عادت وقالت إن الموظفة قالت لها خلصنا

ـ قلت ولكن الميعاد مازال قبل الثانية ظهرا

ـ الأوراق انتهت؛ الأوراق التى يبيعونها انتهت اليوم وقالت لى تعالى بكره

قالت وهى مغادرة:

ـ لو سمحت سأتأخر غدا لأنى سأذهب الى السجل المدنى

ـ وهو كذلك

***

الغد؛ حضرت فى الثانية عشرة ظهرا

ـ ماذا تم؟

ـ الحمد لله، اشتريت الورق ومحتاج أختام وتوقيعات

ـ يا مسهل الأمور

***

نشوى مشتركة فى جمعية؛ طلبت الراتب مبكرا لأن ميعاد الجمعية أزف

***

الأقساط

عليها أقساط الشقة التى اشترتها

ـ السباك جاى بكرة، لازم أكون معاه

***

التأمينات الاحتماعية

بعد أن بلغت السن؛ جاءها خطاب من التأمينات باسم أمها المتوفاة؛ أبلغها أن لها راتبا شهريا حيث أنها مطلقة ويتجدد كل ستة شهور؛ وفى حالة زواجها تنقطع عنها تلك المعونة الشهرية التى هى بضع مئات لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة

***

الكهرباء

صباحا وضعت إيصال الكهرباء أمامى على المكتب وقالت بضيق: بالذمه أجيب لهم فلوس منين دول؟

***

صوتها بعلو؛ تتحدث فى الموبايل فترات طويلة؛ أتعب من طول لوقت الذى تتحدث فيه؛ من أين لها بالمال ؟ وهى تشكو:

ـ أبوهم مابيصرفش عليهم

بنتها تريد أن تاخذ درسا لأن زميلتها تأخذ دروساً خصوصية؛ كما أن نفسها فى كفتة وكباب من عند الحاتى.

***

اليوم تشكو من آلام فى الجانب الأيمن من الرأس؛ تقول انها تعانى من التهاب مزمن فى الأذن الوسطى؛ لأول مرة أسمع هذه الشكوى منها.

سألتنى عن نقط أذن، قلت للأسف ليست عندى؛ هذه عينات من الممكن أن تكون فى عيادة أنف وأذن.

بحثت فى مكتبى؛ وجدت أقراص مضاد حيوى ومسكن الباراسيتامول أعطيتها؛ بعد لحظات دخلت لتقول لى:

ـ ماشاء لله الزن والزفزفة اللى كانت فى ودنى وقفت!

قلت الحمد لله ؛ماشاء الله ..

طبعا المضاد الحيوى لم يلحق يعمل أى شىء ولا حتى المسكن ولكن ربما تكون قناعة نفسية؛ أو مجاملة فقط.

***

المهم؛ بعد أن استأذنت لتجدد البطاقة فى السجل المدنى القريب من العيادة دخلت لمطبخ فوجدت العلاج كما هو موضوعا على الرخامة؛ لم تتناول منه شيئا.

***

قالت انها كانت تسكن فى شقة ضيقة فى بيت حماتها التى ظلت تطاردها كل يوم لتطردها من الشقة؛ بعد أن طلقها ابنها؛ ظلت تبحث عن عمل حتى وجدت عملا مع أحد المقاولين؛ ألحقها معه فى إحدى الشركات؛ ظلت تبحث عن شقة بسعر معقول وبالتقسيط؛ كانت احدى قريباتها؛ سيدة مسنة وتملك شقة تركتها فارغة لعشرات السنين؛ عندما عرفت ظروفها؛ وافقت على بيعها لنشوى بالتقسيط؛ يوم فرحها بكتابة العقد وتسجيل الشقة تأخرت عن العمل مع المقاول فطردوها.

***

مقالات من نفس القسم

تراب الحكايات
موقع الكتابة

خلخال