نسكافيه مع الشريف الرضي ..

نسكافيه مع الشريف الرضي ..
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

صدرت حديثاً عن منشورات المتوسط رواية "نسكافية مع الشريف الرضي" لميادة خليل. تتحدث هذه الرواية عن آمنة التي تجد في دافيد سر حياتها. فهي سيدة عراقية أرملة في الخمسين من عمرها تعيش في هولندا، أما دافيد فهو هولندي في السبعين من عمره يعاني من الوحدة بعد وفاة زوجتهالعراقية سلمى التي التقاها فيلندن، وقد تغيرت حياته كلياً معها، ولم يعد بإمكانه الحياة من دونها. وعن طريق بعض أغراضه التي تُرمى في الشارع تتعرف آمنة على قصته، لكنها تتعرف في الوقت ذاته على نفسها. وتكتشف ماضيها من جديد
أما الشريف الرضي فهو الخيط الخفي الذي يربط حياة بطلي الرواية، بل جميع شخوصها ومن خلال قصائده سنمر بجميع المحاور التي تناقشها الرواية برشاقة وعمق يميزان أسلوب ميادة خليل الدرامي والمتدفق. ومعها سنعيد اكتشاف أفكار عديدة مثل فكرة الموت، والحرب وآثارها على شخصية الإنسان، وارتباط الإنسان بذكرياته التي تتقدم معه في العمر وتعود معه للبحث عن الوطن، أو ربما فكرة الوطن التي لا علاقة لها بالمكان، وربما أيضاً فكرة الهروب إلى عالم أفضل

جاءت الرواية في 45 مقطعاً توزعت على 112 صفحة من القطع الوسط.

ميادة خليل روائية ومترجمة عراقية مقيمة في هولندا، صدر لها مؤخراً ترجمة كتاب "الروائي الساذج والحساس"لأورهان باموق ، منشورات الجمل 2015.

مقطع من الرواية:

أخبار العراق تزيد من تعبها أكثر فأكثر. لا يمكنني أن أمنعها من ذلك. «يا إلهي...» نطقت أخيراً بعد أن رأينا وثائقياً عن الحصار الاقتصادي على العراق، امرأة في المستشفى، بلّغتها الممرضة موت رضيعها، ظلّت تصرخ وتضرب رأسها، حتى تعبت من الصراخ والبكاء، وجلست عاجزة تسند ظهرها على الحائط. نهضت سلمى فوراً، ذهبت إلى الغرفة المجاورة حيث ترسم، وضعت لوحة كبيرة، وظلّت ترسم، غفوت على الأريكة في الغرفة وأنا أنظر لها. هذا أفضل، قلت لنفسي، لعلّها تشعر بالراحة بعد أن تنتهي من اللوحة.

[...]

في اليوم التالي، عدت من العمل، ووجدتها ترسم لوحة أخرى، قباب، ألوان شرقية فرحة، نظرت لي وابتسمت «هاي ديفي».

ـ «هل تخلّصتِ من لوحة البارحة؟».

ـ «لا! المرأة هناك».

 لقد جعلت المرأة تبدو مثل نهر يجري. قلبت اللوحة. المرأة الآن تحمل القباب، الأشجار، الناس، الشوارع، الكنيسة، بغداد كلها تحملها على جسدها...

ـ «يجب أن يكون لها طفل آخر...».

***

صدرت حديثاً عن منشورات المتوسط رواية “نسكافية مع الشريف الرضي” لميادة خليل. تتحدث هذه الرواية عن آمنة التي تجد في دافيد سر حياتها. فهي سيدة عراقية أرملة في الخمسين من عمرها تعيش في هولندا، أما دافيد فهو هولندي في السبعين من عمره يعاني من الوحدة بعد وفاة زوجتهالعراقية سلمى التي التقاها فيلندن، وقد تغيرت حياته كلياً معها، ولم يعد بإمكانه الحياة من دونها. وعن طريق بعض أغراضه التي تُرمى في الشارع تتعرف آمنة على قصته، لكنها تتعرف في الوقت ذاته على نفسها. وتكتشف ماضيها من جديد
أما الشريف الرضي فهو الخيط الخفي الذي يربط حياة بطلي الرواية، بل جميع شخوصها ومن خلال قصائده سنمر بجميع المحاور التي تناقشها الرواية برشاقة وعمق يميزان أسلوب ميادة خليل الدرامي والمتدفق. ومعها سنعيد اكتشاف أفكار عديدة مثل فكرة الموت، والحرب وآثارها على شخصية الإنسان، وارتباط الإنسان بذكرياته التي تتقدم معه في العمر وتعود معه للبحث عن الوطن، أو ربما فكرة الوطن التي لا علاقة لها بالمكان، وربما أيضاً فكرة الهروب إلى عالم أفضل

جاءت الرواية في 45 مقطعاً توزعت على 112 صفحة من القطع الوسط.

ميادة خليل روائية ومترجمة عراقية مقيمة في هولندا، صدر لها مؤخراً ترجمة كتاب الروائي الساذج والحساسلأورهان باموق ، منشورات الجمل 2015.

مقطع من الرواية:

أخبار العراق تزيد من تعبها أكثر فأكثر. لا يمكنني أن أمنعها من ذلك. «يا إلهي…» نطقت أخيراً بعد أن رأينا وثائقياً عن الحصار الاقتصادي على العراق، امرأة في المستشفى، بلّغتها الممرضة موت رضيعها، ظلّت تصرخ وتضرب رأسها، حتى تعبت من الصراخ والبكاء، وجلست عاجزة تسند ظهرها على الحائط. نهضت سلمى فوراً، ذهبت إلى الغرفة المجاورة حيث ترسم، وضعت لوحة كبيرة، وظلّت ترسم، غفوت على الأريكة في الغرفة وأنا أنظر لها. هذا أفضل، قلت لنفسي، لعلّها تشعر بالراحة بعد أن تنتهي من اللوحة.

[…]

في اليوم التالي، عدت من العمل، ووجدتها ترسم لوحة أخرى، قباب، ألوان شرقية فرحة، نظرت لي وابتسمت «هاي ديفي».

ـ «هل تخلّصتِ من لوحة البارحة؟».

ـ «لا! المرأة هناك».

 لقد جعلت المرأة تبدو مثل نهر يجري. قلبت اللوحة. المرأة الآن تحمل القباب، الأشجار، الناس، الشوارع، الكنيسة، بغداد كلها تحملها على جسدها

ـ «يجب أن يكون لها طفل آخر…».

***

مقالات من نفس القسم