نحو المزيد من الهيمنة اليهو- عرقية القومية

إسرائيل الكبرى
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

 ترجمة: د. إقبال محمدعلي

تدلل المؤشرات على اتفاق الناخبين  المناصرين لإسرائيل من المتطرفين الدينيين والمسيحين المتعصبين واليمين المتطرف داخل الحزب الجمهوري في تكساس،  على إضافة فقرة إلى النظام الداخلي للحزب، تدعو إلى: “عدم مشروعية إنشاء دولة فلسطينية في داخل الأراضي التي تحتلها دولة الفصل العنصري”.

وافق على إدراج هذهِ الفقرة “ألف و خمسمائةَ” مندوب في هيوستن، ودعت الفقرة نصاً إلى: “حظر إقامة دولة فلسطينية داخل الحدود التاريخية لإسرائيل التي من شأنها  تعريض أمن إسرائيل للخطر وإجبارها على التنازل عن الأرض التي وهبها الله  للشعب اليهودي”، التي جاء ذكرها في سفر التكوين.

هذهِ الفقرة فاقت كل المواقف السابقة المعادية للفلسطينيين التي تبنتها الأحزاب الأمريكية، إذ أن موافقة الحزب الجمهوري في نظامه الداخلي على إنشاء ما يسمى “بإسرائيل الكبرى”، يعني توسع الهيمنة اليهو- عرقية القومية الإسرائيلية على كل شبر من  أرض، فلسطين التاريخية.

بعد عقود من التطهير العرقي وإعادة رسم الحدود المصطنعة والتوزيع السكاني على أساس “من هو يهودي ومن هو ليس يهودي”، تمكنت إسرائيل من السيطرة  التامة على الأراضي الممتدة من غرب نهر الأردن إلى البحر المتوسط ، حيث منحت دولة الإحتلال اليهود واليهود فقط، حق المواطنة الكاملة في فلسطين القديمة، وحرمت قرابة الـ 12 مليون نسمة من  الفلسطينيين غير اليهود، هذا الحق .

وبهذا أصبح الملايين الستة المتبقية من غير اليهود، عرضة لمختلف أشكال الفرز والتمييز العنصري، وفقاً لمكان إقامتهم، حيث حرم غير اليهود من المساواة التامة مع اليهود، أينما وجدوا. حالياً، هناك أكثر من “مليون و ثمانمائة  مواطن فلسطيني” في أسرائيل، محرومين من كامل حقوقهم مقارنة بالفلسطينيين الذين يعيشون في المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائلية. فلسطينيو القدس الشرقية المحتلة لديهم وضع أفضل نسبياً مِن مَنْ يعيش في الضفة الغربية و غزة، حيث تم إحتجاز االسكان  الفلسطينين الأصليين  في “سجن مفتوح”.

وبسبب السياسة العنصرية التي ينص عليها القانون الأسرائيلي، فقد  حُرم حوالي ستة ملايين من اللاجئين الفلسطينين من حقهم في العودة إلى الأرض التي طردوا منها قبل عقود ليست بالبعيدة، عِلماً أن  القانون نفسه، يسمح لأي يهودي على وجه الأرض “بالعودة” و الإستيطان في أية بقعة يختارها في فلسطين، رغم عدم انتمائه للأرض، و يعزون إدعاءاتهم إلى ما ورد في “سفر التكوين”.

مِن ضمن هذه الممارسات أيضاً، السيطرة و التجزئة العنصرية  لفلسطين إلى مناطق يتمتع فيها نصف السكان بكامل الحرية كمواطنين وتحريم النصف (اللا يهودي) من حقوقهم، لذا تم تصنيف إسرائيل من قبل منظمات حقوق الإنسان بأنها “دولة  التمييز و الفصل العنصري”.

عام 2019 اعترفت 138 دولة من أصل 193 دولة في منظمة الأمم المتحدة بدولة فلسطين علاوة على الولايات المتحدة و الدول الأوربية التي “تبنت ظاهريا”، حق انشاء دولة فلسطينية  كاملة السيادة. غير أن الأحزاب الإسرائيلية المتنفذة أجمعت بشكل صريح و واضح على رفض الإجماع الدولي بعد أن وجدت، دعماً قويا من الحزب الجمهوري في تكساس الذي صرح  بوضع كل العراقيل الممكنة امام إنشاء دولة فلسطينية.

على الرغم من أن برامج الأحزاب لا تنسجم بالضرورة و سياسة الحكومة، إلا ان المراقبين لمجرى الأحداث ، أشاروا إلى ترحيب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالفكرة لما لمسه من الدعم الإسرائيلي لحملته، و التأييد الذي حظى به من المسيحيين الأنجليكان ذوي النفوذ، إضافة للجماعات المتطرفة المهمشة في المجتمع الأمريكي. حجة ترامب الواهية بقبول سياسة التطبيع مع إسرائيل: أن اكثر الآراء تطرفاً للفصل العنصري، أصبحت مناصرة لحملته الأنتخابية القادمة.

من بين السياسات الأخرى التي تبنتها دائرة تكساس المؤيدة لإسرائيل:إجراء استفتاء الانفصال عن الولايات المتحدة؛ رفض رئاسة جو بايدن؛ و الدعوة إلى إلغاء قانون “حقوق التصويت لعام 1965” الذي يضمن تمثيل الناخبين السود في الإنتخابات.

By: MEMO

June 27, 2022: Information Clearing House –

17.07.2022

 

 

مقالات من نفس القسم