فتحي مهذب
ميخائيل
أين أنت الآن؟
صرت ضريرا يا ميخائيل
مثل يعقوب النبي
موحشا مثل مقبرة في الشتاء
بيتنا جثة هامدة
دراجتك حزينة جدا
وعظامها ملآى بصفير النقرس.
أرنبك الصغير التهمته العزلة
مصباحك السحري في قفص العتمة
وحدي دفنت ظلك في الحديقة يا ميخائيل
ظلك ذو الأبهة والكاريزما
إخوتك رحلوا إلى الأبد
لكن في الليل يفتحون قلبي على مصراعيه
وينامون
مثل كتاكيت مذعورة
الحرب كسرت مفاصل الموسيقى
الجنود عالقون بحبال الشرايين
الرماد طويل القامة
حفارو القبور يملأون الساحة
الطائرات تغني في حفلات التأبين
لم يعبر سقف بيتنا لقلق واحد
لم أصد سمكة في الباص
وفي جنازة المعنى
سقطت غيمتي المنزلية من فروة رأسي
سقطت نجمة القطب بدمعتين من الماس.
قتلوا الموسيقى بضربة فأس
قطعوا شجرة اللبلاب
ليكتشفوا عورة النص
آه يا ميخائيل
نهر ضحكتك العذبة
على سرير الموت.
أين أنت يا ميخائيل
أين أنت يا ميخائيل