مواجهات أولى مع الوقت

marzouq
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

مرزوق الحلبي
1.
لو أنّي لم أتفرّس جسَدَها
السَّخيَّ
ولمْ أحفنْ نهدَها الصغيرَ،
لبقيتُ على ضفّة الوقتِ
يمرّ من أمامي أو لا يمرّ
لو أن نهدَهَا لمْ يظلّْ جَمرةً فِي يدِي
لما حَرقَنِي الوقتُ
وحرَقْتُه
شوقًا للقائِنَا التَّالي
2.
لو أنِّي احتميْتُ بطفولَتِي
وغفوتُ
لو أني كنتُ من الذينَ يغرقُونَ فِي الكراريسِ
ولا يروْنَ الحياةَ
لو أني لمْ أذهبْ إلى قطفِ عبّادِ الشّمسِ
ولم أسافرْ على متنِ عربة جرّارٍ
هزّتني طيلةَ الطريقِ
وهزّتِ الكونَ
لِما رأيتُ يمامةً تحنُّ
وزغلوليْنِ يقعانِ فِي الأسْرِ
ولَا لونَ طُلوعِ الفجرِ
أغسلُ به قلَبِي
3.
لو أنّي لم أقاومِ النُّعاسَ
بطفولةٍ موعودةٍ
لو أنّي لمْ أظلّ مُتسمّرًا أوّلّ الطّريقِ
مَهْمَا تقدّم الليلُ
وتسلّلَ البردُ إلَى الساحةِ
لو أنّي اقتنعتُ بكلامِ شقيقتِي وغفوتُ
علَى خاصرتِها كَمَا فِي كلِّ ليلٍ
لمَا قفزتُ علَى عُنقِ والدِي وهوَ ينزلُ منَ الحافلةِ
ويناولُني رُزمَ الهَدَايا
ودزينة أقلامٍ بأربعةِ ألوانٍ
أكتبُ بِها إلى يومِنا هذَا
4.
لو أنّي ظللتُ على خَجَلِي
فلم أقبلْ خاطرَ المعلّمةِ حنّةَ
ولم أقفْ أمامَ المُصوّرِ يلتقطُ لِي صورًا
مُسلْسلةً
وأنَا أرسمُ بالفُرشاةِ فرَحي الّذي لا يُرسمُ
لوْ لمْ أقفْ هناكَ أمامَ كلِّ هذِه الوُجوهِ
الشاخصةِ بِي
وأنا أطفئُ خمسَ شمْعاتٍ ملوّنةٍ
وأمّي تصلّي للخمسةِ حدودٍ
أن يحموا التاجَ على رأسي،
لما بلغتُ الخامسةَ
..
(نيسان 2020)

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم