من ذاكرة قديمة ..
جيلان زيدان
ماذا أملك من السماء حقًّا؟؟ ما تراه عيني؟ أم ما يُظلّ رأسي؟
رقبتك الموجوعة بالأمس, جعلتني أُخفض عدد وسائدي لواحدة, بينما كنتَ سهرانًا تتألم.
مشهد السماء كان يعرج لصورة أخرى, ومنها لذاكرة قديمة ارتفعت فيها معدّلات الأمل والطفولة, مما شوّه أفكاري وبدّد طاقتي الكتابية هذه الليلة بين أشياء أخَر.
الكتابة شخص وحيد بدوني يا صديقي. وتخلّلك بي, يشقلب ترتيباتي المسائية, ويجعلني أكثر وحدة بها. كما خاليةً من كل ضيف.
أخبارك أقرؤها فيما يأتيني به ساعي بريدك. ولكن حوادثه التي مرّت به بينما يحمل لي رسائلك. لم ترد في الرسالة, مما أفقدني مصداقية الطريق.
وأنا كذلك.. أحيا هنا قصصًا جديدة لم أخبرك عنها. لكن قراءتي للضابط الذي فجّر نفسه ليوقع بمدير أمن الداخلية اليوم, لم يهزّ بالي بالالتفات؛ هذا لأني لم يعد فيّ قدر نزف. ملامحي جروح ناشفة. وضحكتي هي تهيؤات الآخرين. فماذا بعد؟
يلصقون الكراسي إلى جانب الكراسي. ويصعدون بقلوب منتفضة, دقاتها نبض موسيقى. يرفعون ساقًا على ساق. يقلدوننا حتما. لكن ابتساماتهم الحقيقية لا تشبه زيفنا.
أكثر من مرة أعيد غسل وجهي لأتوّه دمعاتي في الطرقات. والحزن لا يضلّ. وأنا أعيد لك كتابة هذا: كم أتوق لطفل جميل يجلس كالكبار. ويضحك بحقّ؟ ثمّ أمزّق الصفحة.
أمازلت رقبتك تؤلمك؟؟ لماذا سهرت الليلة كلّها ولم تلتفت للسماء؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعرة مصرية