ذلك النهر الملفوف حول عنق أفعى
يهدرُ في الظلامِ صائحا:
“سيّان الحبّ عندي
و الغرقُ “.
صورٌ فوتوغرافية تتدلّى من أغصانِ الغابة
كأنّها الذاكرة، كأنّها القبل القديمة،
كأنها اللعبُ و اللعاب معا.
امرأة في الأربعين تمشّط شعر ولدٍ ضاحكٍ
رجلٌ يحملها بخفّةٍ، رضيعٌ يراقبُ المشهد
يغمرانه معا بالماءِ،
لكي يبكي وحده
في الحريق.
……………………………
سبيل النّار
قد أُلقِي السّحرة جميعهم في التنّور
و زغردتِ الطيور تحسّبا لعاصفة جديدة …
الكونُ أشبه بمركبٍ سائرٍ نحو الهاوية.
قولٌ على قولٍ …
حتّى نشهد النّار بالغةً في وسط الغابِ.
عندها، ستعبُرُ أشواقنا جميع محطّاتها
قدوما من اليابسة
وصولا إلى المعبرِ الدّامي.
» ليس عندي ما أعطيكه «
قالتِ فتاةُ لصديقها الغافي –
» كلّ ما في يدي قد ذبل في الطريق إليك
كلّ ما أفكّر فيه
قد قرأتهُ مخطوطا على ظهرِ الغيبِ
كلّ ما يربط بيننا قد قطعتهُ تحت نورِ الظهيرةِ
علّنا نندمج في جسدٍ واحدٍ
بُعيد المغيب « .
أظنّني انشطرتُ، قرب انخفاض الصوت عن سطح البحر
نازلا من الموج، صافتني عيناكِ ماضيا إلى غبار الصخرِ
قد اهتديتُ الدرب نحو الحقيقة صدفة ،
غير أنّي عن سابقِ إصرار –
قد عرفتُ سبيل النّار.
………………………
ترياق
يتقدّمُ الشكلُ على قدمينِ،
حفرتانِ غائرتانِ تمنعانهِ من إدراك العنقودِ
به قدرةٌ على أن يعصِرهُ عن بعدٍ
غير أنّ شعاع شمسٍ طائشٍ قد أعماه.
في رحلتي إليكِ ، هرولتُ
كما يليقُ بفهدٍ يطاردُ ضبيا كسيحا،
تشابكت قدمي مع شجيرةِ اللوزِ
وعلقتُ في شريانِ الظمأ.
هكذا هُمُ الحزانى يا بنيّ،
يدٌ كلّ أصابعها سواء
للموتِ فاكهةٌ لا يقطِفها سوى الحيُّ،
هل شاهد ت من قبلُ ديونيزوس ميتا ؟
لم يُسعفني ترياقكِ أيّتها الدّماءُ
خطوي مهمِلٌ و بصيرتي شائكة،
اِلتصقي بالكأسِ املئيهِ سما ء
أحتاجها زرقاء صافيةً …
كي لا يشرُد ناظري
حين أصلّي.
……………………..
*شاعر من تونس