نهى بهمن
نجوت اليوم
عبرت الشارع المستدير
وحتى لا أتعثر
تظاهرت بالرقص داخل حلقاته غيرالمعبدة
بفعل بقايا وليمة الليلة السابقة
أرهقتها دمعات
لازالت تحتفظ بدفئها وقت عبوري
كونت بركة مستديرة عند ذلك الرصيف
الذي بدا آمنا تماما
أدركت شالا أحمراً مزكرش
وحذاء رياضي له نفس اللون
وقلادة تحمل اسم “ليلى”
ومفتاح يبدو أنه لحصالة أرجوانية صغيرة
وحزام ساتان حاول لف خصر إحداهن بإحكام
يبدو وأنه قد انزلق
وبعض عفويتها
وفردة حذاء زجاجي وحيد
أراهن أنه لفتاة حسبت نفسها سندريلا…
مسكينة
صدح مكبر الصوت بأغنية تتشظى
مديات ونصال وزجاجات فارغة
جفت صحف مدينتنا ورفعت أقلامها منذ أعوام
إنها أبواق بعث الموتى في كل يوم
الذين يتجمعون للرقص دون سبب واضح
أسرعت في خطواتي
أخشى السقوط واقفة
والسقوط طرحا
أنبتت عمدان النور غربان ساخمة
تنعق بكلمات تخلع عني ثوبي التحتي
وتفض بكارة الفتاة التي سبقتني بخطوات
تمتد أيادي الشحاذين
والضباع وبائعي الكتب والتبغ وحلوى الصغار
متحسسة نهدي المرتجف
أراوغها
لا يثقلني سوى الملابس التي تدججت بها
أزيد من إيقاع خطوتي
لأعزف مقطوعة الهروب
أجل لقد نجوت
لأشتري لأمي الطحين
من متجر قابع بنهاية شارعنا المستدير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعرة ومترجمة مصرية