شيماء طلبة
بساطة العبور بين البشر، دون أن ندري نرقص في سبع درجات من الاستنفار، الأولى كما حكى لنا مدرب التمثيل وهن اللا رغبة، يتلوه عنوة أقدام حمار يجر عربة محملة بكل مكبل أما الثالثة همٌة خالية من رغبة المعرفة، الرابعة يقظة، والخامسة استنفار لقاء هاجس منذ بدء الرقصة عرقل الغاية.
وحين آن آوان السادسة نفرت العروق وتبعثرت الخطى وانهالت الأجساد بحثا بين المارة عن ما يؤكد هلاك رغبتها، وصولا إلى السابعة “القيامة” والمشهد الجلل
نتفحص حال خطوط الشرنقة التي صنعتها حركات الاستنفار بيننا وكيف تكبلنا بدون سلاسل حديدية تبدو وكأنها صدأت مع الزمن، ولا حتى المرور الهائل المحمل بالخبل أضمر عضلة فخذ أحدهم
فقط مجرد عودة إلى وهن اللا رغبة
مسرح الحياة الآن يحمل كل أسباب الاستنفار، هاجس المرض يتبعه الفقر ويتلوه الوحدة، خيوط التعثر، ضياع التمهل، علو آهات تزلزل قاعة العرض أغرانا بها مخرج أراد أن يفرغ ما على صدورنا بالعويل، وحكى لنا عن طفلة صغيرة تحمل كيس الحلوى في فناء بيتها وقبل صعودها الدرج يشدها رجل ويلامس مؤخرتها، تلتقطه كاميرا سيدتين سكنتا في الدور الأرضي وأرادت كل منهما معرفة ما يحمله لهم الفناء
تمتم الجميع
وإذا الموؤدة سئلت بأى ذنب قتلت؟!
سألوا أنفسهم وهم في وهن لا مسرح يحتمله، حيث تليفت عضلات أفخاذهم وانجلي محتوى قلوبهم منهم وحينها صارت رئتاي بينهما رقاقة مدهوسة على عربة كارو معهم لا يستطيع حمار جرها، أرطال من الهم لا يمكن بها الاستنفار.
ربما لا فخذ لي الآن والاستنفار القادم المرور به بالمشي على اليدين وربما توقف الشهيق وفرغ كل ما بي على الطريق ولطخت أقدام المارة بعصارة الموئود
.
يرى أحد المصدومين المحملقين في هذه اللوحة الشهيرة للحياة بيد فنان أراد لجماليات القبح أن تركض فلا عين ترى ولا أذن تسمع
هنا غوغاء لهثوا وراء هواجس وتركوا ما تحت أقدامهم من حقائق وما تمتلكه مداراتهم من توازن، انصاعوا إلى الإيقاع الشبحي الذي أهدافنا له الموسيقي في قطعته الساحقة للنغم صاحبة الإيقاع الزاعق القادر على كسر مدارات كانت تحمل سمواتنا السبعة
انتهى العرض ولم تمزق اللوحة ولم يندثر اللحن بعد
ونحن مارون في الشوارع، نعاند الاستنفار المخلوق من مجرد مشاهدة مباشرة لعرض يعكس تشرذمنا.
لعلنا بعده نرى المدارات التى تخلق مساحة حرية تكون هي الكون.