مصطفى ذكري: أكتب لأشباهي وأندادي

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 29
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

حاوره: إسلام أنور

مصطفى ذكري، روائي وسيناريست، درس الفلسفة لمدة عامين، ثم تركها والتحق بقسم السيناريو بمعهد السينما. بدأ ذكري مشواره مع الكتابة منذ بداية التسعينيات، سعى دائمًا في رواياته لتجاوز أشكال الرواية والقصة الكلاسيكية، قدَّم نوعًا جديدًا من الحكاية الغرائبية البوليسية، حاول طوال الوقت كسر توقع القارئ ومفاجأته، تتميز شخصياته بالتمرد والعدمية والعزلة، والانشغال بعالمها الفردي وزمنها الخاص، ينحاز ذكري في كل أعماله لنموذج الرواية القصيرة التي تتميز بالتكثيف الشديد، والمزج بين الكتابة السينمائية والأدبية، وتلعب اللغة وظلالها دورًا مهمًّا في أعماله.صدر له 6 روايات، هي: «ما يعرفه أمين، وهراء متاهة قوطية، ولمسة من عالم غريب، والخوف يأكل الروح، ومرآة 202، والرسائل»، بالإضافة لمجموعة قصصية بعنوان «تدريبات على كتابة الجملة الاعتراضية»، وقد حصلت روايته «لمسة من عالم غريب» على جائزة الدولة التشجيعية عام 2004، ومجموعته القصصية «مرآة 202» على جائزة ساويرس في القصة القصيرة عام 2006، وكتب اثنين من الأفلام المهمة في تاريخ السينما المصرية، عفاريت الأسفلت، وجنة الشياطين، وله كتابان في أدب اليوميات، "على أطراف الأصابع"، و"حطب معدة رأسي"، وصدرت منذ أيام روايته السابعة، «إسود وردي» عن دار الكرمة للنشر والتوزيع.  التقيت مصطفى ذكري وحاورته حول عمله الأخير، ومجمل رواياته السابقة.

حاوره: إسلام أنور

مصطفى ذكري، روائي وسيناريست، درس الفلسفة لمدة عامين، ثم تركها والتحق بقسم السيناريو بمعهد السينما. بدأ ذكري مشواره مع الكتابة منذ بداية التسعينيات، سعى دائمًا في رواياته لتجاوز أشكال الرواية والقصة الكلاسيكية، قدَّم نوعًا جديدًا من الحكاية الغرائبية البوليسية، حاول طوال الوقت كسر توقع القارئ ومفاجأته، تتميز شخصياته بالتمرد والعدمية والعزلة، والانشغال بعالمها الفردي وزمنها الخاص، ينحاز ذكري في كل أعماله لنموذج الرواية القصيرة التي تتميز بالتكثيف الشديد، والمزج بين الكتابة السينمائية والأدبية، وتلعب اللغة وظلالها دورًا مهمًّا في أعماله.صدر له 6 روايات، هي: «ما يعرفه أمين، وهراء متاهة قوطية، ولمسة من عالم غريب، والخوف يأكل الروح، ومرآة 202، والرسائل»، بالإضافة لمجموعة قصصية بعنوان «تدريبات على كتابة الجملة الاعتراضية»، وقد حصلت روايته «لمسة من عالم غريب» على جائزة الدولة التشجيعية عام 2004، ومجموعته القصصية «مرآة 202» على جائزة ساويرس في القصة القصيرة عام 2006، وكتب اثنين من الأفلام المهمة في تاريخ السينما المصرية، عفاريت الأسفلت، وجنة الشياطين، وله كتابان في أدب اليوميات، “على أطراف الأصابع”، و”حطب معدة رأسي”، وصدرت منذ أيام روايته السابعة، «إسود وردي» عن دار الكرمة للنشر والتوزيع.  التقيت مصطفى ذكري وحاورته حول عمله الأخير، ومجمل رواياته السابقة.

– روايتك الأخيرة “إسود وردي” تبدو طويلة قياسًا على رواياتك القصيرة السابقة، هل هذه محاولة لإطالة نفس الرواية القصيرة الذي تعوَّدت عليه؟

طول رواية “إسود وردي” يرجع إلى تقنية الكتابة السينمائية التي كُتبت بها الرواية، فوصف المشهد، والميزانين، وانفراد الشخصيات ساعة الحديث كما لو كانت على خشبة مسرح، يُضاعف عدد الصفحات، ويجعل الدراما مثل الخيط المستقيم غير المتشابك، وعلى الكاتب أن يمشي وراءه، لكن لم تكن خطة إطالة النفس مقصودة في “إسود وردي”، إنما ترددات وخيبات جمالية كالتي واجهتني في “ما يعرفه أمين”، وهي الرواية الأخرى المكتوبة بتقنية سينمائية.

– ثمانية أعوام بين صدور رواية الرسائل 2006 وبين صدور “إسود وردي” 2014، هل تعتقد أنها فترة انقطاع طويلة؟

كانت وما زالتْ فترة انقطاع عن الرواية، لكنني لم أنقطع عن الكتابة، انتظمت في كتابة أسبوعية لمدة عامين في جريدة روزاليوسف، وكان التحدي أن الكتابة الأسبوعية هي كتابة بعيدة كل البعد عن الكتابة الصحفية، وكانت حصيلتها كتابين في اليوميات، على أطراف الأصابع، وحطب معدة رأسي. خليط مشوش من مَشَاهِد أفلام، وعبارات، وفقرات، ووجوه، وأحلام، ورؤى، وفذلكات لغوية وفلسفية ووجودية. كانت كتابة بمثابة خراب للنوع الأدبي، الروائي والقصصي، أقصد خرابًا بالنسبة لي، وليس خرابًا لزملاء المهنة.

– “ما يعرفه أمين” و”هراء متاهة قوطية” عملان مترابطان دراميًا وليس أسلوبيًا، أي أن طريقة الكتابة مختلفة في العملين، هل هذا ما أسميته ترددات وخيبات جمالية لم تحسم للكتاب أسلوبًا واحدًا؟

نعم كتبت الرواية الأولى “ما يعرفه أمين”، بطريقة كتابة السيناريو، لغة محايدة وصفية، جملة بسيطة، وحدة زمان ومكان، لا سرائر للشخصيات، راو يكتب ما يراه، لا تعليق على الأحداث، اختفاء حاسة الشم على اعتبار أنها حاسة لا معنى لها في مشهد بصري، وفي “هراء متاهة” كانت اللغة رافعة من روافع الأدب، اللغة بكل تنويعتها الفصحى والعامية والتراثية، وكأنها ثأر من لغة “ما يعرفه أمين”.

– الزمن في عمل من أعمالك يتراوح بين ليلة واحدة، وليلة ونصف ليلة، أو ليلتين، في جنة الشياطين وعفاريت الأسفلت، ولمسة من عالم غريب، وعلى أقصى تقدير في أعمال أخرى لا يتجاوز زمن العمل أيامًا معدودة؟

سأجيب عن سؤالك من نقطة أبعد، “عوليس جويس” زمنها لا يتجاوز الأربع والعشرين ساعة، و”البحث عن الزمن المفقود لبروست” يمتد الزمن فيها لأكثر من أربعين سنة، أحب جويس وبروست، إلا أن جويس أعظم بكثافة زمنه، زمن الليلة الواحدة يحرم الكاتب من الدراما التي تحدث خلف العمل، ويُفاجأ بها الكاتب، فتنهال عاطفته لأثر الزمن، اشتعال رأس البطل على سبيل المثال بالشعر الأبيض، اعوجاج أنف البطلة بزاوية فمها بعد عشرين سنة، الزمن الكثيف يحمي الكاتب من الرومانسية، ويجبره على اختيار حاد للزمن القوي، وترك الزمن الضعيف. الزمن القوي ليس فيه وصف الملابس، وملامح الشخصيات، والجو العام لمدينة ما. لكن بشكل دقيق الزمن القوي هو وضوح اختيار الكاتب لما هو قوي، فقد تكون روايات ديوستوفسكي كارثة في الزمن الضعيف المترهل، لولا وحشية العرَّاب الروسي وفظاظته في عرض مادته، وكأنَّ رهان الزمن القوي والزمن الضعيف يحدده كل كاتب بمدى جرأته في عرض مادته الدرامية.

– في رواية “لمسة من عالم غريب” يحلم الكاتب بتعدد أساليبه من كتاب لآخر، شرط أن تأتي لحظة يعلن فيها وحدة الأسلوب. كيف يتم الجمع بين تعدد الأساليب ووحدة الأسلوب؟

الأدب يحتمل تلك المُفارَقَة. كان بورخيس يبحث وهو صغير عن الاستعارات الغريبة المدهشة، وكأنها معيار للكتابة الجيدة، ومع الكبر استسلم للاستعارات الكلاسيكية، تشبيه مرور الزمن بطريق القطار أو طريق النهر. إن تعدد الأساليب هو مراهقة الاستعارات التي تنتهي إلى بضع استعارات كلاسيكية.

– لا توجد سُلْطة في أعمالك بدءًا من سُلْطة الدولة والدين وصولًا لسلطة الأسرة والمجتمع والأخلاق؟

لو ضمنت لي دخول السُلْطة بكل تعقيداتها وتكثيفاتها وانقطاعاتها كما لدى كافكا في المحاكمة والقصر، لوافقتُ على الفور، مع العلم أن أضعف التفسيرات الجمالية لأعمال كافكا، هي التفسيرات السياسية. المخرج أورسون ويلز له فيلم ضعيف عن المحاكمة بمنظور سياسي.

– تكتب لمن؟

أكتب لأشباهي وأندادي.  

عودة إلى الملف

 

مقالات من نفس القسم