*أولاً جهل الرجل فالجاهل عدو المرأة، و العرف الصحراوى البدوي الداع لوأد البنات ، ولطبيعة المرأة ذاتها لأن العطاء من مفردات حياتها ،و الرجال وهم كثر تعودوا أن يحصلوا على كل شىء بحدود و بمقابل تماماً كما تعودوا أن تعطى المراة بلا حدود وبدون مقابل فانصرفوا إلى النادر وعبثوا بالوفير.
*ثانياً:أن النص المقدس أحياناً تقرأه عقول مدنسة فاسدة لا تعي ولا تفهم ومن علامات الفساد والدنس أن البعض لا يلجأ لهذا النص إلا ليثبت ما يتوافق مع رؤيته ومن العلامات الواضحة على فساد منطقهم أنهم يؤمنون بالنص أكثر من إيمانهم بخالق النص حيث يؤمنون ان العدل اسم من اسماء الله ثم يدعون على الله الظلم بتكبير وتفخييم ذواتهم وانفسهم على حساب المرأة ويستمرئون تحقيرها لمجرد انها امراة احتماءً بأمر الله العادل دون أن يسألوا أنفسهم كيف يخلق الله المرأة ثم يزدريها وهل يفعل العادل ذلك بمن خلق ؟1
لقد تلت المرأة آدم فى الخلق واقتطعت من ضلعه لا لشىء إلا لأن الرجل غير مؤهل لتحمل مشاق الحمل والولادة و لقد اختص الله المرأة بذلك تشريفاً بأن وضع بداخل كل واحدة مصنع حياة وجعل من حجورهن وصدورهن مهداً لها فى حين اقتصر دور الرجل فى هذه العملية المهمة جداً على الحماية الخارجية و حمل نصف سجل الحياة ليشترك معها لتوريث صفات و ألوان تلك الحياة القادمة ..
إن رفع شأن المرأة يقع على مسئولية كل المتنورين سواءً كانوا رجالاً او نساءً وأحمّل الرجال بصفة خاصة لا سيما الذين عرفوا منهم قيمتها و كما أحمل المسئولية لكل مشرع وكل رجل قضاء فهى أولى بالرعاية من اليوم وحتى تحصل على كامل حقها و أعنى هنا حقها في التعليم والمساواة فى الحقوق وتكريم طبيعتها كما كرمها الله بالتنازل لها عن بعض واجباتها .. ولم لا؟ فقد فضلها الله وجعلها تحمل أسرار خلقه !! إن رفع وإعلاء شأن المرأة لهو علامة جلية على مدى تحضر أو تخلف الشعوب فالمرأة فى الدول المتحضرة دائماً فى المقدمة وفى الدول البدائية دائما مقهورة تعامل بما لايليق بها ، لذلك وجب اعتبار رفع شأن المرأة قضية قومية وعلينا أن نتوقف عن ربط الشرف الأسرى بجسد المرأة وعلينا أن نعيد تعريف معنى الشرف وتصحيحه فى عقول المهووسين به فالشرف لا تسقطه زلة جسد ولكن تسقطه زلة لسان حتى أنه لا يستقيم بعدها أبداً ، على المرأة أن تقاوم ما سيمارس ضدها مما تنتويه التيارات المتشددة وعلى المستنيرين دعمها فى رفض هذا التسلط الغبى الذى يعبث بالقيم و يعيد ترتيبها وفقاً لأعراف بدائية بنيت على فكرة وأد البنات فى الماضى واليوم أعيد إنتاجها على فكرة العفة المتطرفة المتمثلة فى النقاب دون أن يدركوا الجانب الروحى من العفة المتمثل فى طهارة الروح والنفس واللسان ، والنظر فقط إلى الجانب الحسى من المرأة وهو ما يعد اختزال لمعنى العفة واعتبارها القيمة الأعلى فى سلم القيم وهو ما يخالف الحقيقة لأن الحضارة و العلم والقدرة على المنافسة والعدالة و المساواة بين الرجل والمرأة أمور لا تتنافى ولا تتناطح مع العفة بمفهومها العام.
يجب التوقف عن اعتبار المرأة جسداً فحسب وعورة وأن يعاقب كل من يتسبب فى تخلفها العلمى والاجتماعى لذلك أرى ابتداءً أن المرأة لا تحتاج لمجلس قومى واحد ليدافع عنها بل تحتاج لمجلس فى كل حى بل فى كل شارع وخاصة الشوارع والأحياء الفقيرة والعشوائيات
من أجل حياة أفضل، لا من أجل المرأة يجب أن نتحد لمحاربة أى اعتداء متوقع من الأفكار المتشددة على عقل المرأة ، فالمرأة إن لم تكن الحياة كلها فهى على الأقل مانحة الحياة روحها لذلك يجب الإسراع فى فتح المجال لها لتنافس، كما يجب تذليل العقبات الاجتماعية أمامها حتى تصبح قوية دون أن تبتذل ، إذ لا يحق لأحد أن يحجبها عن الحياة أو يسلبها حقها بأى داع او وازع خاصة أن الدراسات أثبتت أن المرأة حينما تتعلم تتفوق وحينما تمنحها الثقة تصونها وحينما تتولى أمراً تتقنه وحتى النص المقدس لم يظلمها بل وصفها بالبقعة الوحيدة على الأرض التى تحمل صبغ الجنة وطيبها وملمسها كزوجة ، أو أرضها التى نسجد عليها و تحت قدميها كأم ، ولا تنسوا أن الحكماء والعظماء من الرجال أحسنوا للمرأة ووضعوها بحق حيث تستحق وأن أشباه الرجال وحدهم كانوا هم الأكثر تسلطاً والأشد عداءً لها لذلك لا يجب أن ننسى دور المؤسسات الدينية والتربوية فى الحض وتدريب النشء على احترام المرأة فى كل صورها لا فى صورة الأم فقط، كما يجب الربط العمدى بين التحضر والطريقة التى نعامل بها المرأة ، أخيراً يجب أن تمنح المرأة ودورها فى الحياة مساحات أكبر فى حملات التنوير القومية ويجب التوعية بأهمية مساهمتها مع إبراز النجاحات النسائية واختيار قائدات الرأى والتركيز عليهن ليكن منهن المثل العليا للناشئات فى كل المجالات.