الكتاب يحتشد بالحكايات الطريفة والغريبة بدايةً من تجربة أول فيلم تمثله ماجدة، وهي تلميذة في الثالثة عشر من عمرها، من وراء ظهر عائلتها، بهروبها من المدرسة كل يوم للذهاب إلى التصوير لفترة طويلة، وانتهاءً بما تراه في ظلمة غرفة نومها حالياً مما أسمته (أشباح الوحدة)، مروراً بتجاربها وذكرياتها مع العديد من أساطير عالم الفن والسينما، وإصرارها على أن تقتحم مجال الإنتاج وهي شابة صغيرة (أو قطة) على حد تعبير إحسان عبد القدوس عندما طلبت منه شراء قصة أين عمري في أول تجاربها الإنتاجية، ثم قصة حبها وزواجها وطلاقها من إيهاب نافع، الطيار ورجل المخابرات الذي دخل عالم السينما على يديها، وبدت شديدة الحرص في كتابها هذا عن نفي أي شيء قد يسيء إليه، حتى لو كان ما ورد في مذكراته هو نفسه قبل موته فقالت إنها حملت العديد من المغالطات (فطوال فترة زواجنا لم أره يشرب الخمر كما ذكرت تلك المذكرات، بل كان رياضيًا ومداوماً على الصلاة).
قد يتساءل القارئ ألا يستحق هذا النوع من الكتابات اهتمامًا أكبر، فإن حياة كل فنان أو عَلم يمكن لها أن تكون مادة ثرية للغاية لإنتاج كتب غير سردية مهمة تكون أقرب إلى وثائق وشواهد على عصره وتجربته بالقدر نفسه، بعيدًا عن الحرص على تجميل الصور وفلترة الماضي من شوائبه وسيئاته؟ ورغم تساؤلات مثل تلك، فالكتاب يضمن حدا أدنى من المتعة والتسلية ولذة التلصص على ما وراء بريق الشاشة الكبيرة، وبهجة اللحظات الصغيرة التي تفلت على الصفحات بين لحظة وأخرى، مثلما تمسك الطفلة الصغيرة غادة بالمصحف وتسأل أمها ببراءة: “هل هذا هو سيناريو ربنا يا ماما؟”
……………………
*نشر بجريدة القاهرة