مدينة غزة

مدينة غزة
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

للشاعرة الفلسطينية نتالي حنظل

ترجمة نزار سرطاوي

أجلس في حجرةٍ رماديّة فوق سرير بدثارٍ رماديّ

وأنتظر المؤذّن ليقف.

التراتيل تدخل نافذتي وأروح أفكّرُ في كلّ

أولئك الرجال والنساء الذين ينحنون في صلاتهم، والخوف يفرُّ  

منهم عند كل ضربة، ويدخل حزنٌ جديد

إلى أرواحهم بينما يصطف أطفالهم في الشوارع

كالمساجين في أحد معسكرات الموت

أسيرُ نحو النافذة المكسورة

ورأسي مائلةٌ قليلاً وأحاول أن ألقي نظرةً سريعة

على مدينةِ الأشباح – أولئك القتلى

الذين يمرون عبر الفتحات الضيقة لقبورهم.

للشاعرة الفلسطينية نتالي حنظل

ترجمة نزار سرطاوي

أجلس في حجرةٍ رماديّة فوق سرير بدثارٍ رماديّ

وأنتظر المؤذّن ليقف.

التراتيل تدخل نافذتي وأروح أفكّرُ في كلّ

أولئك الرجال والنساء الذين ينحنون في صلاتهم، والخوف يفرُّ  

منهم عند كل ضربة، ويدخل حزنٌ جديد

إلى أرواحهم بينما يصطف أطفالهم في الشوارع

كالمساجين في أحد معسكرات الموت

أسيرُ نحو النافذة المكسورة

ورأسي مائلةٌ قليلاً وأحاول أن ألقي نظرةً سريعة

على مدينةِ الأشباح – أولئك القتلى

الذين يمرون عبر الفتحات الضيقة لقبورهم.

يداي وجانب وجهي الأيمن

قِبالة الجدار، وأنا أختبئ مثل عاهرة، يتملكني إحساس بالعار.

أشدّ ياقةَ ردائي الأزرق الخفيف بقوة

فيتمزق، ويتدلّى أحد جانبيه كما تتدلّى حياةُ كل فردٍ هنا.

تنغرز أظافري عميقاً في لحمي

أجرح نفسي، ثلاثةُ خطوط تثلم صدري،

ثلاث ديانات تقرع في رأسي وأتساءل

فيما إذا كان الإله مدفوناً تحت الأنقاض. كل بيتٍ هو سجن

كل غرفةٍ هي قفصُ كلب. الدبكةُ لم تعد جزءاً من الحياة،   

الجنازات فقط هي كذلك. غزة حُبلى 

بالناس ولا أحد يساعد في العمل.

لا شوارع، لا مستشفيات، لا مدارس،

لا مطار، لا هواء للتنفس.

وأنا هنا في غرفةٍ وراء نافذة،

عاجزةٌ عديمةُ الفائدة.

 

في أمريكا، أكون عادةً أشاهد التلفاز

أسمع السي إن إن تقول إنّ الإسرائيليين يطالبون

بضرورة وقف الإرهاب. هنا كل ما أرى هو إيقاع الرهبة،

أطفالٌ ما عادوا يعرفون أنهم أطفال

ميلوسوفيتش يخضع للمحاكمة، فماذا عن شارون؟

أخيراً أرتدي ملابسي، أقف أمام النافذة مباشرة

واختنق ببصاقي حين ينطلق الرصاص، 

وتمر طائرات ف 16 النفّاثة المقاتلة في طلعاتها الروتينية اليومية.  

 

 

 

Gaza City

Nathalie Handal

I sit in a gray room on a bed with a gray blanket

and wait for the muezzin to stand up.

The chants enter my window and I think of all

those men and women bowing in prayer, fear escaping

them at every stroke, a new sadness entering

their spirit as their children line up in the streets

like prisoners in a death camp.

I walk towards the broken window

my head slightly slanted and try to catch a glimpse

of the city of spirits—those killed

who pass through the narrow opening of their tombs.

My hands and the side of my right face

against the cold wall, I hide like a slut, ashamed.

I pull the collar of my light blue robe so hard

it tears, one side hanging as everyone’s lives hang here.

My fingers sink deep into my flesh,

I scratch myself, three lines scar my chest,

three faiths pound in my head and I wonder

if God is buried in the rubble. Every house is a prison,

every room a dog cage. Debke is no longer part of life,

only funerals are. Gaza is pregnant

with people and no one helps with the labor.

There are no streets, no hospitals, no schools,

no airport, no air to breathe.

 

And here I am in a room behind a window,

helpless, useless.

 

In America, I would be watching television

listening to CNN saying the Israelis demand,

terrorism must stop. Here all I see is inflicted terror,

children who no longer know they are children.

Milosevic is put on trail, but what about Sharon?

I finally get dressed, stand directly in front of the window

and choke on my spit as the gun shots start,

the F-16 fighter jets pass in their daily routine.

 

————————–

تعتبر الشاعرة والناقدة والكاتبة المسرحية والمترجمة والمحررة نتالي حنظل واحدة من أبرز الشخصيات الأدبية الأمريكية من أصول عربية، ومن الأصوات الهامة التي تدافع عن القضية الفلسطينية والقضايا العربية بعامة، وذلك من خلال قصائدها ومحاضراتها ومشاركاتها في الأنشطة والفعاليات المختلفة في أمريكا وأوروبا والشرق الأوسط وسائر دول العلم. وتنحدر حنظل من أسرة ذات جذور فلسطينية، فقد هاجر جدها لأبيها إلى بلاد الغرب من مدينة بيت لحم في مطلع القرن العشرين

ولدت نتالي في هاييتي في 29 تموز / يوليو عام 1969. عاشت في منطقة الكاريبي وامريكا اللاتينية والولايات المتحدة وأوروبا. قامت بزيارات متكررة إلى الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية.

تلقت نتالي تعليمها في الولايات المتحدة وبريطانيا. فقد حصلت على الشهادة الجامعية الأولى من كلية سيمونز  في بوسطن، وشهادة الماجستير في الشعر من كلية بيننغتون في مدينة فيرموت، وأيضاً شهادة الماجستير في الدراما واللغة الإنجليزية من جامعة لندن. وقد ألقت عشرات المحاضرات في الولايات المتحدة وأوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط.  

صدر لنتالي العديد من الأعمال اشتملت على أربع مجموعات شعرية: “قصيدة نفرفيلد” (1999)، “حيوات المطر” (2005)، “الحب والخيول الغريبة” (2010)، و “شاعرة في الأندلس” (2012)، بالإضافة إلى تحرير انطولوجيا بالانجليزية بعنوان “شعر النساء العربيات” (2001) وأنطولوجيا أخرى بالانجليزية بعنوان “لغة للقرن الجديد” (2008).  كما كتبت نتالي العديد من الأعمال المسرحية والمقالات. وقد تُرجمت إلى ما يزيد عن 15  لغة.

حظيت ناتالي باهتمام واسع فأجريت معها المقابلات في وسائل الإعلام وقرأت قصائدها في شتى أنحاء العالم، كما نُشرت أعمالها في عدد من المجلات والأنطولوجيات الأدبية. كذلك فقد ساهمت في كتابة أو إخراج أو إنتاج ما يزيد على عشرين عملاً مسرحياً وسينمائياً.

علاوة على ذلك فقد تم ترشيح ناتالي لعدد كبير من الجوائز من جهات أدبية وأكاديمية وصحفية، وظهر اسمها في القوائم النهائية لتلك الجوائز وفازت بالعديد منها. فقد تم منحها جائزة مينادا الأدبية (2005)، والزمالة من مؤسسة لانان (2011-2012)، والميدالية الذهبية لجائزة كتاب الناشر المستقل (2011) وغير ذلك من الجوائز. وقد ورد اسمها في قائمة أقوى 100 شخصية نسائية عربية لعام 2011.  

تعيش ناتالي حالياً ما بين لندن وبوسطن حيث تعمل باحثةً في كلية اللغة الإنجليزية والمسرح في جامعة لندن.

 

مقالات من نفس القسم