محواذة

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

شعر :غالية خوجة

وجدتُ هذه الملحمة منقوشة على ألواح فخارية قديمة جداً . ألواح مكسّـرة و موزعة بين طبقات لا وعيي . و أغلب ظني أنا و الكلمات أنكم ستكتشفون شذراتها بعد زمن ٍ ما في أرض ٍ ما ..

 

ملاحظة للقارئ : وضعت ُ الكلمات القريبة من المعنى الأصلي في الملحمة بين هذين القوسين : [ ] , بينما تركتُ الفراغات لقوسين آخرين ( ... ) و ذلك حين وجدتُ اللوح مصاباً بتهشيم تستحيل معه معرفة المكتوب , أو حين لم أجد الكِـسرة

أبداً .. آمل أن تجد الإنسانية في قادم الأزمان ذلك المنقوص . و هذا الجزء هو أحد الألواح من ” ملحمة الأسطورة ” .

قبْـلَ وجود ِ الماء ِ ,

دخان ٌ ذهبيٌّ كان َ ,

فراغ ٌ فضيٌّ ,

و عناصرُ حدس ٍ ناريٍّ ..

قبلَ النغمات ِ الزرقاء ِ ,

حضورٌ ليسَ حضوراً كان َ ..

و كانت

أسئلة ٌ خضراءُ ,

تراقصُ أجراماً لن توجدَ ..

أسئلة ٌ حمراء ُ ,

تهاجسُ أكواناً ستكون ُ ..

و أسئلة ٌ [ بيضاء ُ ] ,

تـُـناغم ُ ناراً تتلو النارَ على الغيب ِ ,

فيهذي ..

( ……. )

قبْـلَ الساكن ِ في الإيقاع ِ ,

و بعْـدَ السابح ِ في [ الإشعاع ِ ] ,

رآني المجهولُ فهامَ بلا

قبْـلُ

و لا

بعْـد ُ ..

و داختْ شُـهُـبٌ بيني ..

ثمة َ ثلج ٌ ,

يتلصّـصُ منْ نشوتهِ الأولى

لهب ٌ ,

ينسجُ للماء ِ البدء َ ..

غوامضُ ,

تشـْـكلُ في القمر ِ الظن َّ ..

نيازكُ ,

تفصلُ ,

يمَّ النقطة ِ

عنْ

موج ِ مخيّـلتي …

منذ ُ المعنى ,

و الملكوتُ ,

كلامٌ مغمورٌ بالأرواح ِ ,

و صمتٌ مبحوحٌ برياحي ..

منذ ُ الملكوت ِ ,

ضبابٌ مسحورٌ ,

يُـطبقُ كالسر ِّ على [ الموسيقا ] …

و هيولى ,

يسبحُ فيها ,

حلم ٌ مخمور ٌ ..

ماذا لو لسعَ النومُ نعاسَ الضوء ِ ؟

و ماذا لو هاجتْ فتنة ُ كشفي ؟

هل ستكون ُ الهالة ُ غامضة ً ؟

أمْ تبدو النقطة ُ هاذية ً ؟

أمْ ,

ماذا لو

لم ْ تكن ِ البغتة ُ بدءاً ؟

( ……. )

قبْـلَ وجود ِ النار ِ , الماء ِ , الحدس ِ ,

تماوج َ رمز ٌ بدئي ٌّ ,

فتفتـّـح َ شِـعري :

أثراً

يهربُ

كالشجر ِ المحروق ِ إلى الشطحات ِ ..

و مالتْ أزمنة ٌ

يحسبها الرائي

رغبات ٍ لعلائقَ تمضي ..

منذ ُ متى ,

يُـبصرُنـَـا عَـدمُ المحتمَـلاتْ ؟

… … … ؟ ؟

لا وعيٌ ,

يتراشقني …

و يطلُّ عرائشَ شعوذة ٍ ,

صخباً محمرّاً ,

رنـّـات ٍ فاترة ً ,

و هباءً مخضرّاً ,

آلاماً باردة ً ,

و سكوناً حارّاً ….

هل ْ ,

ما كان َ هنا ,

ضاع َ .. ,

كنار ٍ في الصوان ِ ؟

جروحي ,

[ ثلج ُ جحيم ٍ ] ,

يهربُ ,

منـّـي و إليَّ ..

فيخضر ُّ دعاء ٌ

تتغازلُ حُـمّـى المكنون ِ

و ينقض ُّ علي َّ

/ طيوفاً

ما

تختزلُ الموسيقا …

ثمة َ أشياءٌ ,

تتكوّن ُ خارج َ ما كان َ ,

و ما

يأتي ..

ليسَ الكونُ سوى كلماتي ..

فـَـلـْـتبدأْني اللا مرئيّـات ْ :

( …….. )

همْـسُ ملائكة ٍ

صمتٌ ممسوسٌ

لغة ٌ تتغنـّـى بالمستعصي

كنتُ السحْـرَ المسحورَ و قد ْ جاء َ مع َ الكون ِ إلى النفي .

صلواتي ,

[ سـَـرمـدُ تأنيث ٍ ] ,

يُـشعلُ ,

أسطورة َ مائي و هوائي ,

ناري و ترابي ..

فأصيرُ :

كواكبَ تركضُ فيَّ ,

تراتيلَ بنفسجة ٍ ,

صلصالا ً يغوي الرؤيا ,

بخـّـوراً أزليـّـاً ..

و أصيرُ الموتَ المشرقَ منْ غيب ِ عمائي ..

أنواتي ,

عتـْـم ٌ أبدي ٌّ ,

يعلو …

فيُـضاءُ فنائي بوجودي ..

و يُـضاءُ ,

وجودي بفنائي ..

أشكالُ أثير ٍ ,

و تشف ُّ كثافة ُ مفردتي :

شعلات ٌ منْ صفصاف ٍ ,

يرقاتُ جنون ٍ ,

قزحٌ منْ أموات ٍ ,

و سحابات ٌ قيد النسيان ْ ..

مَنْ .. أوحى للمحْـو ِ بأن ْ

يتأرجحَ بينَ ظنوني و نباتي ؟

أصواتُ زمرّدة ٍ ,

غيبوبة ُ رؤيا ,

و هسيسُ هُـلام ٍ ..

هل تنفجرُ أناشيد ُ الميقات ْ ؟

آثارٌ ,

تـَـخطفُ ملمحَـها منْ هيئات ٍ تـَـتكوّرُ كوناً غيرَ الكون ِ ..

نساءٌ منْ إشعاع ٍ يرفعْـنَ الأرضَ ..

سماء ٌ يفلتـُـها رحم ُ فناء ٍ ..

و عواصفُ سَـكـْـرى ,

تتراصُّ فضاءً ,

لهباً ,

نصّـاً شكـّـاكاً ,

أو ْ …

كانَ الوقتُ ,

يعودُ إلى [ حيرتهِ العذراء ِ ] ..

و كنتُ

نهايات ٍ لم تبدأ ْ ,

تتملـّـصُ

منْ روح ٍ

تدعو اللا مفهومَ

إلى

رعشة ِ ما يتجدّد ْ ..

هل أنثرني نبضاً في أحوال ِ المعنى ؟

أمْ أشعلـُـني كبدايات ٍ لن تبدأ َ ؟

أمْ ,

أتصيّـرُ :

غربة َ لا معنىً في اللا معنى ؟

لمّـا

تزل ِ الأسطورة ُ ,

حرفاً للمحذوفات ِ ..

و لمّـا

يزل ِ المحذوفُ ,

طقوساً للمكتوبات ِ ..

تقدّسَ

محوي

و تبارك َ سِرُّ هبوبي ..

يا .. خافيتي ,

أجنحة ُ الأنهار ِ ,

[ هلالُ البدء ِ ] ,

أنا .. ,

عذراءُ النار ِ ,

و روحُ الأدغال ِ ,

فراغ ٌ يتعمّـد ُ بالمتعالي ..

و أنا ,

سُـررُ المغرب ِ و المشرق ِ .. ,

غيبٌ يَـتلاسَـنُ بالأنوار ِ ,

و موتٌ .. ,

يغزلني تعويذة َ شِـعر ٍ …

يا .. خافيتي ,

روحي ,

نقطة ُ بسملة ٍ ..

لحدي الشمسُ ..

و مهدي ,

إيقاع ُ الأكوان ِ ..

فكوني :

أجراسَ بياض ٍ ..

و ليقرع ْ ,

مَـتـْـنـُـك ِ بحراً لوتسيّـاً ..

و لـْـتـَـتحلزنْ عزلة ُ إيماءاتِـك ِ ..

فانشطري

رؤيا

[ لا ]

تعبرها أيّـة ُ رؤيا ..

و انتبهي ,

لإشارات ٍ تتصادمُ بينك ِ ..

رَعْـدَئِـذ ٍ ,

ينكشفُ المدلولُ البلـّـوريُّ ,

و يحتجبُ البرقُ دلالات ٍ ,

و وشيكاً .. ,

ريحان ُ المحجوب ِ ..

وشيكاً ,

طيرُ تآويلي ,

يتحوّلُ كالنقطةِ نصّـاً عذريّـاً ..

سترينَ وصولَ فضاءاتي

سنسمّـيها :

” مَـحْـوَاذ َا ” والجة َ الأسرار ِ

فيا .. مَنْ ,

تتغلغلُ في الإيقاعات ِ انتفضي ..

يا مَنْ ,

تتجوّلُ في الرشقات ِ انبعثي ..

أ وَ لسْـنـَـا بعضاً في كل ٍّ ؟

كلا ًّ ,

في بعضي .. ؟

أ وَ لسْـنا ,

لمحات ٍ و أعالي ؟

( ………… )

فارَ اللحن ُ ,

و هبّـتْ نـُـذري ..

و هناك َ ,

رأتني الصعقة ُ إدهاشاً ,

يـُـسند ُ بـِـكـْـرَ الهالات ِ ..

هناك َ .. ,

رأيتك ِ .. ,

كانَ

وراءَ المتكاثف ِ فينا

ما

يَـتشـَـافـَـف ُ ..

كان َ

نخيلٌ يصعد ُ مركبَ عطر ٍ ,

سُـدُم ٌ تعدو .. ,

و صنوبر ُ رمز ٍ ,

و جحيم ٌ بين نجوم ٍ غائبة ٍ يشدو ..

كنت ِ

تمائم َ ماس ٍ ,

/ بينَ كسوف ٍ و خسوف ٍ ,

يتبعها معبد ُ شمس ٍ ,

فتضيعُ مجرّات ٌ ..

و ترينَ معي :

كيفَ

[ بلا تكوين ٍ ] ,

يتكوّن ُ ما يتجلـّـى ..

لا

أحد ٌ يعرفُ كيفَ جنوني يعبرني ؟

كيفَ

براءة ُ صوري ,

تأتي بالزمن ِ المنسيِّ ؟

تـُـراود ُ أخيـلة َ المتحاجب ِ ؟

ذاكرة َ الزمن ِ القابل ِ ؟

كيف َ

/ لمرّتِـهَـا الأولى ,

تحزمني الإشراقات ُ بصائرَ تابوت ٍ ؟

أقسمَ كوني :

أنَّ جهاتي ما .. كانـَـتـْـنِـي ,

أني ,

ذرّة ُ لا متناه ٍ يتعدّد ُ في الأكوان ِ ,

و يُـرعشُ ما كانَ سيأتي

يـُرعشُ :

مفقوداً منْ موجود ٍ ..

موجوداً .. ,

منْ مفقود ٍ ..

و جليـّـاً ,

يتمدّد ُ في اللا إمكان ِ ..

و يهطلُ :

أزماناً تجهلها الأزمان ُ ..

و تعرفها ,

لغة ُ اللا مرئي ..

لمْ

تلمحْـني الأنهارُ ..

فكيف َ ,

وشـَـى العنبرُ للياقوت ْ .. ؟

أتجاهلُ ,

ظِـلَّ ظهور ٍ يحلمُ بفضاء ٍ غاف ٍ ..

أتمادى ,

معَ ما صارَ قصائدَ دائخة ً ,

و مُحَالات ٍ فاتنة ً ..

و أمدُّ الأجنحة َ الأكثرَ ناراً ..

فيهيمُ الموجُ ,

و يستخرجُ أوّلَ أرض ٍ منْ مطر ٍ أزرقَ ,

ثمَّ ,

يقولُ اللهبُ المتجمّـد ُ :

كـُـن ْ ..

فيطوفُ المسجورُ ,

يطوف ُ اللا مسجورُ ..

و حولَ رنيني ,

ينصهرُ اللا مألوف ُ ..

فلا

أمحوني

لا

أكتبُـني ..

أبداً ,

في البرزخ ِ هيئة ُ نوري ..

و فواصلُ عشبي :

سيمفونيّـاتٌ ترعبُ أسئلة َ التكوين ِ ..

خرافاتٌ ,

ستخيفُ خرافات ٍ ..

و مشاعلُ ألواح ٍ تـُـفزع ُ

أرواحاً

ليستْ

منْ صلصال ٍ ..

هلْ :

وقـْـعاً ,

وقـْـعاً ,

نتركـّـبُ شـُـبهات ٍ .. ؟

أمْ :

معنى ً ,

معنى ً ,

نتفكـّـك ُ موسيقى ؟

( ………. )

كروماً ,

أشعلُ شكـّـي ..

و عميقاً ,

أنزحُ متزأبقة ً ..

فيدوخ ُ الموتُ المخضرُّ ,

يهش ُّ بجمري َ [ آنــَــات ٍ تـَـتبرعمُ ماءً ] ,

و يطيرُ كوحدي ..

تتهشـّـمُ أزمنة ٌ ..

شجرٌ ,

يتركُ لوني لجـِـرار ٍ تلهو بالبرق ِ ..

نبيذ ٌ ,

يتخلـّـى عن نسغ ِ كمائنه ِ للوقت ِ ..

و لسْـع ٌ يتعرّى ,

يَـتنامى ,

يتجلـّـى ..

لسْـع ٌ ,

يَـتخافى , كي .. :

يتغايرَ ما يتداخلُ منْ تشكيل ٍ ..

أو ْ .. ,

يتغالقَ ما بينَ الظل ِّ و ضَـوئي ..

( …….. )

تـتـكوّن ُ أزمنة ٌ ..

أهتز ُّ سحاباً مرَّ قديماً ..

/ لم يلمحْـني أيُّ فناء ٍ /

ترقصُ أزهارٌ بطيوفي ..

شررٌ ,

يطفو فوقَ اللحظة ِ

/ تلكَ الأكثر ِ تـطـْـوَافا ً ..

و كما سيكونُ ,

أراني :

مخبوءاً ,

مرتجفاً بهيولات ٍ [ ترفضُ أيَّ رجوع ٍ ] ..

بيني ,

يتمايلُ وحيٌ [ ما مرَّ قديماً ] ..

كانَ الآتي ذاكرتي …

فلـْـيتزوبع ْ إيماء ٌ ..

و لـْـتـَـتـَـظانـَـن ْ حِـمم ٌ بضبابي …

إني آنستُ

و ما

آنستُ نشوري ..

/ فـَـلـْـيتبارك ْ سِـحْـري

وَ لـْـيَـتـقـدَّس ْ سِـتـْـرُ كشوفي /

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شاعرة سورية

مقالات من نفس القسم

ضحى محمد السلاب
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

نصان