حين كنت عاملاً

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 17
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

طارق هاشم

حينما كنت عاملا للبناء

كانت يداها حائطا اتوكأ عليه من التعب

والأناشيد الحزينة

حينما كنت عاملا في محاجر الصلب

كانت يداها أنعم من مرور ظل

 على حرير شارد

حينما كنت عاملا في حقل زهور

كانت يداها زهرة تعرف مواعيد بكائي

فتقطفني دمعة إثر دمعة

حينما كنت عاملا في مكتبة

كانت هي القصة

وأنا راويها الوحيد

حينما كنت حطابا في غابة

كانت هي الشجرة

تصحو حين أصبح

تعد لي الفطور

وحين تحل الشمس الحارقة

تصنع من أوراقها ظلا بحجم جسدي

كي لا أفر من المحبة

حينما كنت عاملا في بلاد الثلج

كانت يداها كرة من اللهب

تطفو فوق روحي

كي تفسد كل مخططات البرودة

في ليل الغريب

كانت كلما ذهبت إلى مدن أخرى

لا تترك ظلي ممددا

دون أن تصنع ظلا بحجم المسافات

 التي سأقضيها هناك

حينما كنت عاملا في البحار

كانت يداها شاطئا لا يعرف الجفاء

مقالات من نفس القسم

ضحى محمد السلاب
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

نصان