محمد خير .. الأخ الأصغر

محمد خير .. الأخ الأصغر
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

فاطمة خير

طلب منى محمد أبو زيد أن أكتب عن محمد خير ، أوشكت أن أنبهه إلى أننى أخته ، ثم كتمت ضحكتى، فهو بالتأكيد يعرف؛ بل غالباً طلب منى الكتابة لهذا السبب ، وهو ما لبث أن أكده لى.

لكن ماذا أكتب عن “حمادة” ..أخى الصغير ؟، أعرف أنه سيغضب الآن كثيراً ،فهو يغضب عندما أناديه فى العلن باسم التدليل ، لكنه دوماً بالنسبة لى حمادة .. أخى الصغير المدلل  ، كل محمد هو حمادة بالنسبة لى بسببه ،وإمعاناً فى التدليل طلبت من أبو زيد حين أخبرنى بأمر الملف ، أن يؤجل النشر إلى يوم 18 مارس عيد مولد محمد خير ، ورحب هو كثيراً بالفكرة ؛بل ابتهج بها فى الحقيقة .

لكن .. ماذا أكتب عن محمد / حمادة ؟ ، هل أكتب عن محمد خير ؟ ، أم عن حمادة؟ ، سيكتب الجميع عن محمد خير ، فلما لا أكتب أنا عن حمادة ؟!.

حمادة ..أخى الذكر الأول بعد بنتين لجد صعيدى ، كان أول فرحته بحق ، المدلل من الأم الراحلة لرهافته غير التقليدية منذ سن مبكرة ، ومن الأب كونه الذكر الأول ، وطبعاً من الجد فهو أول من سيخلد ذكره ، وللمفارقة يحمل الاسم نفسه ،وحين يقترن باللقب يصير الاسم ذاته “محمد خير” !، هل كان يعرف جدى أن حفيده سيصير أديباً ؟ أعتقد لم يكن ليكترث فهو فى كل الأحوال سيفخر به لا محالة ، حمادة ..المدلل منا لوسامته الزائدة ،فى الحقيقة كان أجمل منا نحن البنتين ، وكان ينادينا بالاسم نفسه :بطة زيزى  J.

لم يخلص حمادة سوى للقراءة ، إدراك مبكر لإخلاص سيظل خالداً للكتابة ، لم يمارس من هوايات الأطفال سوى لعب كرة القدم غالباً ، لم يكن يشتبك فى معارك ، لكنه إن فعل صار غضوباً إلى حدٍ مخيف ، مراهقة عابرة، مغرقة فى الكتب ، وبدايات شباب ينذر بالشعر ، وهو ما انحزت له بشكلٍ واضح ، رأيت فيه شاعراً ليس إلا ، وما أندرهم الشعراء ، حتى الآن أحب كتابته لكننى أنحاز إلى شعره ، أفخر بلقب أديب الذى يليق به ، لكنى أحب الشاعر أكثر ، كتابته تروقنى ، لكن شعره يلمسنى ويبقى .

الشاعر الذى أصبح إنساناً ، وحمل اسم محمد خير، يغدو ناضجاً حيناً بعد حين ، يعرف ما يريد الناس أكثر ، لكنه يقف عما يريد بعيداً ، لا تحمله قدماه غالباً هناك ، فهى تنهك قبل أن تصل ، محملةً بما يريده الآخرون .

يعتقد محمد أنه يفعل ما يحب ، لكنه فى الحقيقة يفعل ما خُلِقَ لأجله ، فهكذا نحن أقدارٌ تكتب باسماء بشر ، والشاعر هو صوت ما لا نسمعه ، وهو أمرٌ لو تعلمون عظيم .

يتسلل محمد خير فى زوايا لا تحتاط لها ، يفعل ذلك بشكلٍ معلن ، لكنك فى كل مرة تقع فى الفخ ، يبقى فيها ولا يرحل ، وهكذا أيضاً حمادة الإنسان ، يتحدث وقت الحاجة الملحة فحسب؛ لكنك لن تنجو من سخريته و”مقالبه” مهما احتطت ، هى نفسها خدع الكاتب التى تلتقيها كل مرة حين تتوهم بأن النص بسيط ، شعراً  كان أو رواية ، قصة أو مقال .

 فى كل الأحوال فأنت محظوظ لو أنك التقيت أياً منهما : محمد خير أو حمادة.

 

عودة إلى الملف

 

مقالات من نفس القسم