طارق هاشم
في الشتاء الماضي
أخذت حبيبتي إلى الطبيب
كي أصلح ذراعها الأيسر
كان قد تيبس بفعل برودة غادرة
حين اقتربتُ من الممرض
همستُ له:
لا تكن عنيفا
وأنت تكشف الجرح
فحبيبتي أخف من الهواء
حين سألني من ماذا تشكو
قلت له من الحب المفرط
هي أرادت أن ترفعني عن الأرض
فداهمتها رطوبة قاسية
لذا أريدك أن تصلح ذلك الذراع
الذي لم يعد لدى حبيبتي غيره
بعد أن فقدت ذراعها الأول ذات حرب خاسرة
فوجئ الطبيب بإصراري على كلمة “تصلحه”
وقال بينه وبين نفسه كلمة لم أفهمها
ربما شتمني
أو تحرك حركة خفيفة من باب السخرية
وتمتم قائلا: تعني أعالجه
فقلت له كما تشاء
لم أُرِد أن أُطلعه على مايدور بذهني
لم أشأ أن أضيع الوقت في إقحامه في عالمي
بأن أشرح له
أننا دمى متحركة
تتعطل كأي سيارة أو ماكينة
خفت إن حدثته هكذا
أن يتهمني بالمروق
مع أن الحقيقة هكذا
حين مات ابي
قالت لي أمي بعامية بسيطة
“لقد باظ أبوك”
أي تعطلت أجهزته كافة
من يومها وأنا أنظر إلى الأمر
على أننا مجرد عرائس
سيأتي لها يوم وتفسد