لكن الآن، لا أعرف لماذا لا أتمكن من أن أقول شيئًا..
الناس يدعونني بأسماء لا حصر لها
وأصدقائي القدامى، يسألونني كل حين عن حال الشاعر..
إنه يجلس على الدرج، ويشعر بالحزن لأنه يتلاشى..
لقد عرفت كل شيء في وقت باكر
في السابعة، استلقيت تحت تمثال في الساحة
ولوقت طويل عددت هذا سرًا..
سئمت الأمر بعد عامين..
ولم يعد ممتعًا أن يهبط الإمام فوقي في كل زوايا المنزل.
ظللت لوقت طويل لا أقول شيئًا
ولم أستطع أبدًا أن أتخلص من الألم في أحشائي
فيما بعد قررت ألا أصير أحدًا
وكتبت رسالة طويلة عن الطريقة التي أود أن يدفنوني بها..
بما أني متُّ الآن، قلت..
أريد من الجميع أن يتركني أطفو.
كنت في الحادية عشرة تقريبًا
وآه، أعرف أني تألمت كثيرًا في حياتي.
الآن، لماذا ما زلت أشعر بالتعاسة؟
على الرغم من أني ذهبت بعيدًا
عن تلك الحفرة التي ولدت فيها
وعن غرفة رقم تسعة، في أول ممر على اليسار
حيث استمتعوا كثيرًا بصعقي بالكهرباء
وحيث النساء يدرن في الأزقة مصابات بالجنون
بسبب رجل مزق أحشاءهن
أو آخرٍ أطلق إسمه على أبنائهن
كثيرًا ماتصاب النساء بالتعاسة في الفراش..
حلمت بأن أحيا، وأن أكتب عن النهر، وأن أفرح دون أن يجرحني شيء ما..
هتفت للنوارس، وللغرقى، وحررت القوارب المربوطة على الشاطئ..
والآن، وأنا أتذكر المساء
أفكر بالبلدة، وكيف تبدو من دوني.
وأعرف أني لن أنجو أبدًا.. أبدًا.
وما من جدوى بعد الآن، من استعمال الكلمات لرواية
الألم.
…………
٢٤ فبراير ٢٠١٨.