ما طعم شفتيك؟

فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

شادن دياب

ما طعم شفتيك؟

هل يمكنك أن تحزر طعم شفاهي؟

ربما نوع من الليمون، بنكهة الأرض.

لكنني أرغب في تفصيل قبلتي على مقاس هذه الشفاه.

 

كم تود أن أقبلك؟

لكنني لن أفعل.

أتظن أنني سأحترق؟

أم سأوصل جسدي بذلك الجسد الطائش؟

تعالَ… حاول.

لن تستطيع الصبر.

إذن، سأغادر.

أغادر… وستعود بعد حين.

نظرت إليه بمكر، ثم علقت لسانها بين شفتيها.

“أنت تتحدث بشفتيك، أيها اللعين.”

من يجرؤ على الاقتراب؟

من يفعل… فقد فاز بقلبي.

جنة أم نار؟

معجزة؟

لا أطيق النيران…

ذات يوم أشعلت حريقًا في مطبخ الجيران،

ومنذ ذلك الحين، باتت أصابعي هشة.

في حجرتي،

بيانو تحت أناملي الماهرة.

مرر أصابعه بين سلاسل جسدي، ثم أعتقني.

 

“أتريد أن أرسم شيئًا على سريره؟”

استرسلت قائلة: “سريره؟ أم جلدي؟ أم شيئًا من المفاتيح التي تحتل أصابعك؟”

 

مدت يدها تلامس كفيه الهاربتين،

وانحنت كما لو كانت تلعق المعرفة من يديه،

وهو يمرر أنامله على جوف الزجاجة المعتكفة على الطاولة،

مراقبًا إياها بحيرة صامتة.

 

كانا يصغيان معًا،

ينتظران زوال نظرات المتطفلين.

ثم غطت بجسدها النور المنبعث من الغرفة المجاورة،

اقتربت منه،

وتجاوزت نظراتها الطاولة،

ثم… بخطوة نحو قلبه، خطفت يده،

وضغطتها على صدرها،

وفي ذروة تدفق شرايينها التي تضج بالشجن، همست بعنف:

“المطر… أدان شوقي لك…

اقترب، وإلا فالموت قاتلي.

أريد أن أعبث بروحي داخلك،

فأنا أنت،

في تفاصيلك، حتى تملكني…

حتى تملأني.”

لأخر شهقة بروحي

ما طعم شفتيك.. أبعد قفصي الصدري

ثم أوزع محتويات قلبي

بتاريخها أفككه

عندما تسألني

عمن دخل عتبة قلبي

فلا أرضى أي اسم من الأسماء

ولا أرى إلا اسمك

أزيح جسدي أكثر ..

فتعبره كغيمة

تغطي توهج وريدي

ثم أزيح أعضائي أكثر

فيبدو رحمي .. يعاند أن يحمل إلا انت

أبعدك بيد أخرى

ثم أضعها حول عنقك

كاعتراف أني أمد حبل الوريد

حولي لأختنق بشفتيك إراديا

وأردد

بزفير

الروح

ما طعم شفتيك

مقالات من نفس القسم