تهدي المؤلفة “بسمة الخاطري” كتابها “ماما تغني لي” إلى جميع أطفال التوحد في العالم العربي، مؤكدة من خلال النص أنه “طفل مثل كل الأطفال” يحمل بداخله نفس مشاعر الحزن والفرح، لكنه يحاول التواصل مع العالم عبر الصور وغناء والدته التي تراه طفل مميزاً. فتصحبنا بين صفحات الكتاب في يوم مع “سامر” فنكاد نستمع لايقاع هادئ يصاحب أغنيات الأم، فها هي تغني لسامر بصوتها العذب وتكرر بعض الكلمات ليستيقظ “سامر ..سامر .. طفلي الرائع .. حان وقت الاستيقاظ”. وإن حان وقت الاستحمام تصحبه بكلمات مغناة ترددها فتكرر الجمل وتعرض له بعض الصور فتدفع سامر للمشاركة في حمامه الذي تحيطه فيه بحبها. وما إن ينتهى سامر من حمامه حتي يشعر بالجوع، فتبدأ الأم في الغناء مرة أخرى، ولكن للإفطار. يشير سامر لما يريد تناوله وهكذا تساعده أمه على الكلام فتردد له اسم ما أشار إليه من طعام.
وتنهي النص بما سبق وأن بدأت به من كلمات فتكررها لتختم بها، لتكون كتلك الجمل التي ترددها الأم في أغنياتها ليتعرف سامر على العالم من حوله، ولكن هذه المرة ربما الكلمات تتكرر لعلنا ندرك عالم سامر، وإن كنا نرى أنه ليس كباقي الأطفال إلا أنه طفل مميز قامت برسمه الفنانة “صباح كلا” ولم تنشغل بالتفاصيل فقط سامر ووالدته في عالم يسوده شفافية محبة الألوان المائية.
وفي كتاب “لتامر عالم خاص” للمؤلفة فاطمة شرف الدين “يأخذك النص إلى باحة خلف البناية لتتعرف على الأولاد الذين يتجمعون بها للعب يركضون يصرخون ويضحكون. فالفتيات يلعبن الحجلة بينما الصيبة يفضلون لعب الكرة وقد ينضم الفيتات في بعض الأحيان لهم. لكن هناك صبي لا يقترب منهم ابداً، ولا يتكلم معهم، ويفضل اللعب منفرداً، وينشغل فقط بصف السيارات الملونة بالترتيب ولا يمل من ذلك ابداً. فيظهر النص عادات “تامر” الخاصة والتي تحكيها لنا فتاة يحيرها أمره. وكيف بدأ بالصراخ وارتمى على الأرض وأخد يركل بقدميه في كل اتجاه يوم أصابته ركلة كره في ساعده ولم يهدأ توتره، إلا بعد وقت طويل “صار يميل بظهره إلى الأمام والوراء كأنه جالس على كرسي هزاز ” وهنا فقط نعرف معها أن تامر مصاب بالتوحد ويصعب عليه الاقتراب من الناس.
لكنها تنجح في التواصل معه يوم تراه يحاول أن يلعب الحجلة فتقترب خطوة فخطوة، فيبتسم لها ويرمي الحجر وهكذا يلعبان عندما تتذكر فروض الرياضيات العالقة التي تحاول حلها، يجلس بالقرب منها يراقبها ويقدم لها المساعدة في حل مسألة رياضيات لتدرك كم هو عبقري وصديق مميز. ومن بعد ذلك اليوم لم يعد أمر تامر محيراً لها.
والنص يأخذك من الصفات إلى مصطلح الطفل المتوحد ثم ينقلك إلى إمكانية التواصل معه بعد إدراك ما يميزه. ويضيف ملاحظات للأهل عن التوحد. وقامت “ماريان موصلي “برسم الشخصيات معتمدة على اللونين الأبيض والأسود يرافقهما الأحمر ولتجعل من خلفيات المصورة “فرح مرعي” عالماً تحيا فيه ويغلب عليها اللون البني للباحة التي تدور بها أحداث ذلك العالم.
وفي كتاب “فرحانة وصديق مختلف حقاً” للمؤلفة رانية أمين تؤكد على فكرة قبول الاختلاف. فشادي يأتي لزيارة فرحانة في بيتها فتتعجب من تصرفاته في بادئ الأمر، لكنها سرعان ما تندمج معه في اللعب. ليحدث اكتشاف للجمال في الاختلاف لدى طفل يختلف عن باقي الأطفال في تصرفاته وكلامه. ليقدم لنا النص سبيلاً للدمج بين الأطفال. وقد حاز الكتاب على جائزة مؤسسة آنا ليند عام 2011 وجائزة مؤسسة الفكر العربي عام 2012. وقد قامت المؤلفة أيضاً برسم الكتاب ضمن سلسلة فرحانة الصادرة عن دار إلياس.
……….
ـ من أجل عالم الطفل المصاب بالتوحد ..أبريل شهر للتوعية عن التوحد
ـ ماما تغني لي تأليف بسمة الخاطري رسوم صباح كلا صادر عن دار النحلة الصغيرة 2014 البحرين
ـ لتامر عالم خاص تأليف فاطمة شرف الدين رسوم ماريان موصلي وتصوير فرح مرعي صادر عن يوكي برس 2012 لبنان
ـ فرحانة وصديق مختلف حقاً تأليف ورسوم رانيه أمين صادر عن دار إلياس 2011 مصر