ماذا كان يفعل محمود عزت في العيد ؟

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 10
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

 

 

تدوين : محمود عزت

هناك عدة طقوس ثابتة و مهمة :

قضاء العيد كاملا عند الحاجة أم عزت في المنيرة , لم العيدية , ثم التفكير في الخروجة التي تكون بمثابة التحقيق النهائي لكافة أحلامنا البرجوازية الصغيرة : إرتداء لبس العيد ماركة موباكو و كونكريت و الحتة اللوتّو ثم النزول , أما بعد التجمع مع الأصدقاء في نقطة الصفر يكون الجزء المرهق في الموضوع : حنروح فين ؟ , ناكل في كنتاكي أو هارديز في جامعة الدول ولا نروح سينما سفنكس ولا نتمشى في شارع شهاب , بالطبع لم أكن حينها أستوعب الكارثة , أننا كنا نبدو ساذجين تماما بأناقتنا المبالغ فيها و احنا ماشيين في شارع شهاب أو جامعة الدول كأننا ولدنا هناك , و

محمود عزت

هو ما جعلني أشفق الآن على جميع المراهقين الذين يفكرون كل عيد أنه من الممكن في هذا الكون أن يعودوا من جامعة الدول بقصص حب عظيمة عبر زجاج هارديز أو كنتاكي مع فتيات مرفّهات يرتدين تي شيرتس بينك على موف يشبهن منى زكي أو كاميرون دياز , أودّ أيضا أن أذكر ببالغ الكراهية عمّال كنتاكي و محاسبيه الذين كان يدركون موقفنا جيدا , فيبتسموا إبتسامات خبيثة و نحن نجمّع ثمن الوجبة من بعضنا البعض أو نتردد أمام أسماء الوجبات الغريبة , كأنهم بروح أمهم متربيين في الريفييرا , كانوا يحرجوننا كثيرا أولاد ال**** هؤلاء ,لذلك كنا نتناول الوجبات سريعا ثم نبحث عن المناديل المعطرة , نتشاجر عليها ثم نخرج , كان هناك سيناريو آخر حين تقرر الأغلبية الذهاب إلى سينما سفينكس لمشاهدة فيلم جالا فهمي مع مدحت صالح أو فيلم نادية الجندي الجديد , حينها كنت أختار مع بقية المؤدبين الذهاب إما إلى المول: أركاديا مول , فنظل نلف و نصعد و ننزل في السلالم الكهربائية مدفوعين بحركة الحجيج , أو إلى شارع شهاب , لا أعرف لماذا شهاب تحديدا ؟ , فنسير بشكل مازوخي بطول الشارع , أين كانت المتعة في ذلك ؟ , نتأمل الفتارين و نحكي قصص عن حبيبات متخيّلات فلا يفسد أحدنا على الجميع بهجة الثرثرة بإكتشاف بايت مثلا بأن جميعنا ينخع بشأن جاذبيته و سيطرته و غزواته , كثيرا أيضا ما كان يقابلنا من بعيد مجموعة فتيات متأنقات بشكل مبالغ فيه, يبدأن في التظاهر بعدم ملاحظتنا بشكل ينبّهنا أنهن قد لاحظننا بالفعل , يعبثن في شعورهنّ المكوية بعناية أو يبتسمن أثناء الحديث الحار عن أي شئ آخر , فنعرف أنها الفرصة , أخيرا بقى ! , يقتربن , يحاذيننا , ثم يمضين , بحسرة تفوقنا غالبا , حين نكتشف كالعادة إننا مؤدبين فعلا الله يحرقكم , يلا نرجع إمبابة ..

نرجع إمبابة , أخلع ملابس العيد , أجلس لأحكي لمصطفى عن أحداث اليوم كأنني استمتعت مثلا و أنا أفكر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نقلا عن مدونة كوبري إمبابة للشاعر محمود عزت

http://nournour.blogspot.com

مقالات من نفس القسم

محمد العنيزي
كتابة
موقع الكتابة

أمطار