ليلة مقتل أحمد العشري

ahmed alashry
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

أحمد العشري

كان الفراقُ

جرسًا خفيًا يرنّ في المدينة

وصوتًا يتهدّل من قناة أخبار جائعة للخراب

والمستقبل الأصفر !

“الأصوات تختنق، والوجوه تتجمّد كصورة جماعية ضائعة..”

خبرٌ عاجل يؤذّن

 هناك أوطانٌ أُضيفت إلى قاموس الجحيم..

واللغة نفسها صارت حفرة.”

حين وقعتُ فيها سألت فوراً 

هل الفراقُ كان شاشةً مُطفأة؟

وهل الخبر العاجل يلمع بالأحمر؟!

ولأن الأرصفة القديمة

تعرف أني هاربٌ من سلطة غامضة

وذاك الحجر فوقي الآن

كان مجرّد نافذة تُغلق

أو جرحاً  يتغذّى على الذاكرة

تركت السؤال والجرح الغائر

دون أن اسأل آخر بقايا الريح

عن أسمائكم !

ندمتُ على خيانة صغيرة

على حلمٍ سلّمني إليكِ بلا مقاومة

أنا الآن عالقٌ بين خوفين

خوفُ جسدٍ يهرب من سلطةٍ قديمة

وخوفُ روحٍ تعود إلى جرحٍ أليف

جرحٍ يعرف اسمي ويبتسم بسخرية

كأنني قلت لنفسي:

الحزن لا يضحك إلا بأنينٍ ما..

والأحلام تنام دائمًا تحت حذاء الخوف!

أوقّع الآن عقدًا مع العدم

ويخبرني الوغد:

الحزن لا يعرف المزاح

الحزن مقعدٌ في قطارٍ لا يصل

وطنك المرتبك

يراك واحةً صغيرة

ولن يعرف أحد — بأنكما كنتما معًا —

ولا عن تلك القبلة في ممر الجريون

والونس الوحيد

هو ضحكة الغد المؤجّل

صرت أمام القدر

واعتصمت بجُرحي

لم أسأله عن سرّه

فقط لأنه أشعل لي شمعة

على صورتها

لكن الأخبار عادت وتحوّلت إلى كوابيس

والمنامات كلها الآن كذب فاضح

وجهها ضي شمعة

ضي شمعة يعيد بثّاً نشرته مرارًا

والعناوين لا تتغيّر

واليوم — بعد ليلة من الكلام في كل شيء

عَدا ذلكَ البلَد

الَّذي أسميته على اسمك —

غفوتُ

رأيت خوفي وخوفك

يمشيان معًا في ممرّ ضيق

عند أول المرايا

اكتشفت أن وجهي ووجهك واحد

هل موقفي يسمح لنا بتمزيق العقود

التي أثبتت تعبي منكِ ومن رموزك الثقيلة

من صوركِ التي تتساقط مثل طرق بلا خرائط

من حقائقكِ المرمية

طالما حقيقتك كانت تُلوّث الهواء

عرفت أخيرًا

أنه حتى في الخوف كنّا واحدًا

وأننا لن نمشي مرة أخيرة في ليل القاهرة

وأن النوم كان مجرد تدريب على الكذب

والوطن: خوف وسؤال

عرفت أن أوهامكِ مائعةٌ

مِثلَ ضياعِ الطُرقات

ورقصاتٍ مهووسةٍ مغرورة

وأنكِ حقيرة

تماماً كاللغة والوطن

ولا يمكنكِ حتى الخلاصُ مِن تلوثك بهِ

أوْ بي الآنَ !

مقالات من نفس القسم

art
يتبعهم الغاوون
فتحي مهذب

الساحر

يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

لاجئان