ليدٍ لم تبرح أكرةَ الباب .. من ديوان (مثل قبلةٍ وأكثر)

فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام
علينا أن نسرقَ الحياةَ/ نفتش جيوبهَا السريِّة عن صدي لأحلامنا / نعلِّمها كيف تصدمنا بحب نقول لها: الرُّوح في المرآة / ابتسمي/ احفظي تماريننا النزقةَ/ نحن أطفالكِ الطيبون/ نعرف كيف نرفع عنكِ الحطامَ ننزع من حضنك "خصامَ الوردة"/ نبادلكِ الهدايا/ ولو بكسرة حبّ .

سنجد حَلًّا لفروق التوقيت

 نتناوبُ الحراسةَ بمحبّة خالصة

أنتِ بفانوسكِ الصغير

تموهين الليلَ في فمكِ

وأنا بغبار الحروف

أحرِّضُ النهارَ على فساد الطَّقس

وأنتما بمشرط الحنين

 تعلمانَهُ كيف يكون له موقفٌ ثوريٌّ

أخاف أن تنتهي صلاحيتُهُ

 يبتلعه الطغاةُ كقرص المهدِّئ

  يفرضون عليه الإتاوةَ

 يجعلونه شعارا للمرحلة

 حين يعدمون الحِيلةَ

 يدعون أنه لا يزال صغيرا

 يلحس مَغْرَفةَ الرَّب   

 لا يعرف كم قمرا في الفنجان

 في  الزنزانة

 في الحلم.

…………

 

النهار عرسُ الطبيعة

 أصابعه لم تعد رنَّانةً

أخشى أن تتآكلَ من صدأ النوم

 ألا يعرف كم يوما في الأسبوع

 في الشهر

 في السنة

أخشى ألا يجد قبلةً صالحةً للطهو.

 

 ضَعْ علامةً هنا

 هذه القصيدةُ أمُّهُ الطيِّبةُ

 كُن شقيقها في الرَّضَاعة

 عشيقها كلما لزمَ الأمر.

——

  كبُرتُ

  لم يعد يناسبني هذا الدور

 ما زلت انتظر خطوتي

 تعود من الشارع الآخر 

 من الرصيف الآخر.

 لا أعرف لماذا تركتني هنا

 في هذه البقعةِ الثرثارةِ جدا

 أنا المريضُ بالطنين

 كيف أردُّ إليكِ شساعةَ الصوت

 أحمله كجثة هامدة

 أختصره  في لمسةٍ

 في إشارة

 في ضحكة

دائما تتلكَّأ في الفم ؟ 

………….

تَصْغُرُ الحقائقُ في الحب

تصير علامةً

شارةً

لفتة

لهفة

قبلة

حضنا

ليس مهمًّا أن تستوي المقدماتُ والنتائجُ

أن تترمَّلَ المعاييرُ في المرآة

  ليس مهما أن تملأ الظلالُ فراغَ اللوحة

 الغصنُ ابنُ الشجرة

 الماءُ ابن النهر

 الحبُّ ابن القلب .

——

 

علينا أن نسرقَ الحياةَ

 نفتش جيوبهَا السريِّة عن صدي لأحلامنا  

 نعلِّمها كيف تصدمنا بحب

نقول لها: الرُّوح في المرآة

 ابتسمي

 احفظي تماريننا النزقةَ

 نحن أطفالكِ الطيبون

نعرف كيف نرفع عنكِ الحطامَ

 ننزع من حضنك “خصامَ الوردة”

نبادلكِ الهدايا

ولو بكسرة حبّ .  

—–

 أحببتُ حتى نفدَ القلبُ

 نفدَ الحلمُ

 نفدَ الحِبر.

 حسبي أنني لم أخذل دمعتي

 ما زلت أرعاها

 أحنو عليها

 أشعل لها شمعةً صغيرةً في عينيَّ

 أخشى أن تصادفها ابتسامةٌ صفراءُ

 تقعَ في أسر سحابةٍ

 لم تزل تعشِّش في المرآة

 أخشى أن تضلَّ الطريقَ الى الحبّ .

—–

الأحلام لم تعد تستيقظ مبكرا 

لا شيء يستعجلها

 يقلِب وسادتها

 يضع عصابة على عينيها

 ينبهها أن نظارتها مطوَّسَةٌ

 لم تعد تميز بين فراشة

 ورصاصة .

في هذه السن المضطربة

  ليس أجملَ من أن أحلمَ

 ألملمَ العالمَ في كفي

 أكتبَ مرثيةً لنفسي

 لذكرياتي

 لأحلامي

لنساءٍ خبأنني في ثيابهن

لأصدقاءَ غادروا سريعا 

 لبحرٍ لم يعد يشبهني

 ليدٍ لم تبرح أكرةَ الباب.

………..

 أعرف أنها زيارةٌ متأخرةٌ جدا

 أن الحياة تمر خلسةً في الطّبق

 وفي القصيدة

 ربما لم تزل عذراءَ

 لا تعرف كيف تخدش حياءَ النور

  تغريه أن يظلَّ مراهقا

 يعلّم الفراشات   

  كيف تتسوَّل قبلةً

  من نصف عبارة تتأهَّبُ للنوم .

………..

 التفاصيلُ عقدةٌ شائخةٌ

النهارُ يجرُّ كلبّهُ الصغيرَ

 يتبخترُ في قبعته الحمراءِ

الجارةُ السمراءُ أطلقتْ سراحَ شَعْرها

أنهت مراسمَ الحِداد على قطِّها الأليف 

ماذا ستكتبُ اليوم

ليس من الحكمة أن تسألَ الجسرَ

 متى بدأ ولا متى سينتهي 

عبثا تتلو عليه قصائدكَ

تذكِّره بذنوبكَ المستعارة

وأنك كنتَ تطويه تحت إبطك وتغفو

تتخيّل أنك أنهيتَ الرحلةَ

 أنها بدأت للتو .

 

……………
كل شيء يخترع زوالَهُ الخاص  

ثمة حكاياتٌ يصعب تأويلُهَا

لا تنتظر موتَ المؤلف

 أو يحلَّ الليلُ الَّلغزَ

دائما تدور على نفسها

مثلَ عصفور يتخبَّط في ظلِّه

 الحنينُ وحده يضبط ساعتها

 يجرحها بخفّةٍ

 ويعلو .

……………………

 

لا ياسمينَ هنا

 ولا زهرةً

 وحده الكتابُ فوق الرّف

 خسرَ معركتَهُ الأخيرةَ

 بمحبَّة خالصة. 

من وقت لآخرَ تحسَّس ذراعيكَ

 تخيَّل أنكَ تستطيعُ أن تفعلها

 ترتطم بكينونتكَ وتطير

تخيَّل أن سعالكَ الناشفَ

 محضُ رسائلَ لم تصل

 ربما تعثرتُ في كرمشة الرئتين

 في بحّة السؤال عن الوقتِ

 ومشابك الألوان .

……………………

لا بأسَ

الحياةُ طيبةٌ

يمكنك أن تزورها مرّةً أو مرتين

تشاطرها النكاتِ

وشطائرَ الحلوى .

 

 لا تأخذها إلى المتحف

 ربما يسألونها عن الرقم القوميِّ

 وشهادةِ الميلادِ

 وكم نجمًا عاشرتهُ

  وكيف تختفي أصابِعُهَا في الفيش

 منذ زمن لم يلوِّح لها قمرٌ بوردةٍ

 أو برتقالةٍ

 لم تتسكّعْ في سيقان الأشجار

 لم تنم تحت قوس البيانو

 من هنا اخترعوا الموسيقى

 عرفوا النبوءة 

 ومعنى أن تكونَ

 أو لا تكون .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الديوان صادر مؤخرًا عن دار ميريت 

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

Project