لم أفهم العلامات

تمطر وأنا في السرير على غير العادة، لم أفكر في  المشي تحت  المطر، المنزل يهتز ليلفظني أنا وخساراتي المتكررة التي أنثرها كحبات الملح في الأركان، بضع ساعات أو أيام من النوم لن تضر، ستمطر مرات ومرات، الوردات في البطاطين المتكومة فوقي تلتهم أذني وأنفي ووجهي  لتنمو أكثر.

الوسائد التي أهلكها معي للوصول لوضعية نوم مريحة تنسحب من تحت رأسي وتتركني لآلام الرقبة ورائحة الفولتارين النفاذة، حتى كرسييّ المفضل يمد ساقه في ظهري ليمنعني من الجلوس، يخبرني أنه لا يريد ان يكون مفضلاً لي بعد الآن ؛ مل من دهس مؤخرتي له والحفرة في منتصفه تصبح أعمق يوماً عن يوم.

كل الهواجس التي أخشاها تتكوم فوقي ككرات تقذف على  حارس مرمى مهزوم لا يجيد الصد، الملائكة على أكتافي منشغلون بزحزحة الهواجس والخوف لكن دون جدوى، يجمعون حقائبهم ويرحلون للبحث عن أكتاف متسعة، الأمطار تثقل أجنحتهم وتلوث بياضهم المتخيل، الجو بارد بعد أن لفظني البيت والكرسي والوسائد، القلق والخوف انزاحا بفعل المطر، لا ملائكة لا هواجس لا منزل. أنا الآن في الصفحة البيضاء أعيش.

سارة عابدين

118 مقال
صدر لها: على حافتين معاً ـ دار الدار ـ 2013 أبتلع الوقت ـ  دار روافد ـ 2016 وبيننا حديقة ،…

مقالات ذات صلة

أقسام الموقع