كانت الهدية هي روبوتاً آلياً، في حدوتة “روبوت سعيد جدًا” للسيد نجم. الروبوت اسمه الأسطى سعيد، وسيقوم بعمل كل أعمال المنزل ويوفر لهم الوقت لقراءة القصص وعمل أشياء مفيدة.
تقول الحكاية أن الروبوت يشبه الإنسان لكنه لن يكون إنسانًا، فالروبوت يستطيع أن يفكر، ويقوم بمهام، لكنه لا يعرف الليل من النهار، يعرف فحسب أن يظل يعمل ويعمل. ولا يمتلك الروبوت مشاعر أو تقديرا إنسانيا للمواقف، لا يهمه أن يوقظ الطفلتين قبل موعدهما بنصف ساعة في الصباح. كل ما يدركه أن الشمس صعدت وملأت السماء. وأنه وقت مناسب للصحو.
ينحاز السيد نجم إلى الإنسان، فالروبوت لا يعرف إلا ماهو مسجل على أسطوانة الذاكرة، وطالما أن الإنسان لم يبرمجه على تفاصيل يريدها، فبالتالي لن يقوم بها الروبوت. وبدلاً من أن تحصل عائلة دكتورة عزة على السعادة سيُحدث الروبوت فوضى، ربما لذلك العنوان عن “روبوت سعيد جدًا” وهو وحده السعيد لأنه ينفذ ما يدور بداخله على الأسطوانة، والآخرون ليسوا سعداء لأنه لا يحقق لهم ما توقعوه.
ربما يمكننا الانحياز بمشاعرنا لإمكانات الإنسان وتفرده، لكن مع تقدم التكنولوجيا وضغوط الحياة، قد يكون إنحيازنا للروبوت أكثر!
يقدم السيد نجم حدوتة ساخرة ولطيفة للأطفال تحت تصنيف “الخيال العلمي”، وربما الروبوت لم يعد خيالا إلا في البلاد النامية، لأنه في الكثير من البلاد قد أصبح واقعًا موجودًا بالفعل ويقوم بمهام متعددة.
تعد الصورة الايجاببة التي قدمها المؤلف عن الأسرة من أهم مميزات الكتاب، فهي أسرة تقدر العمل، وأطفالها يحبون القراءة. وأهم ما يلفت في القصة تقديم صورة إيجابية عن المرأة للطفل. فالأم هنا ليست سلبية كما يأتي في الكثير من الحكايات، وتقف فحسب لتعد الطعام، أو تمر في خلفية الأحداث. إنما المرأة في كتاب “روبوت سعيد جدًا” هي سيدة إيجابية، تعمل وتحصل على منصب علمي، وزوجها وأسرتها يدعمونها. وينسب الكاتب العائلة لاسم المرأة وليس اسم الرجل، فتكون عائلة د.عزة.
وكما يقدم السيد نجم صورة مختلفة عن المرأة، يقدم أيضًا صورة مختلفة عن نفسه بكتابته للطفل. لأنه كاتب اشتهر بالكتابة عن حرب أكتوبر والقصص العسكرية وبأعماله النقدية، فربما يبدو مختلفا للبعض أن يقرؤوا له قصصا للأطفال، وعن ذلك يقول السيد نجم: “إننا في مجال الأدب لا نعرف بعضنا البعض جيدًا. لأسباب من أهمها أو أسوأها أن الصوت العالي غالب وليس العمل الإبداعي. وأنا عندي 24 كتاب أطفال”.
كان الغلاف لبنت ترقص مع الروبوت، وربما كان من الأفضل أن تكون صورة الغلاف لروبوت يسبب المشاكل والفوضى كما أن العنوان الأول الذي اختاره المؤلف ثم عدل عنه إلى العنوان الحالي، كان أنسب لسياق أفعال الروبوت، وهو “روبوت مشاغب”.
عن الكتاب
اسم الكتاب: روبوت سعيد جدًا
المؤلف: السيد نجم
رسوم: هاني طلبة
سنة النشر: 2003