عن الأب الذي يقذف ابنته إلى أعلى.. ثم يتلقفها من جديد

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

عندما تحب حكايات أسماء عواد، سيكون لأنها تحكي عن الجنون والبراءة في صناعة يجيدها الأطفال وهم يندهشون من العالم الكبير والأساطير التي تخبرهم بها أمهاتهم. إنها لعبة أن يكونوا أطفالا لكنهم يحركون سعادة الكبار، واللعبة لها قاعدة واحدة، أن نكون معا ونصدق حكايات بعضنا البعض، حكايات أم مع ابنها أو أب مع ابنته. 

مرآة تصنعها حكايات كتاب “ياحبيبي يا بابا”  للكاتبة أسماء عواد، لكي يرى الأطفال أنفسهم من الخارج. يعرفوا كيف يحبهم أباؤهم وأمهاتهم. لا نعرف حكاية الولد وحدها، لكننا نقرأ كيف تراها الأم، وكيف يسعد الأب بابنته، وكيف يكتشفون سعاداتهم  الحقيقية عبر جنون أطفالهم وانطلاقهم .

الحكايات تبدو وكأنها ليست مقدمة للأطفال، كأنها مكتوبة للأب والأم أنفسهم عنهم وعن شكل علاقتهم بأولادههم، وهم يتابعون تصرفات أطفالهم الساذجة والجميلة أيضا. فالولد يسأل أمه هل يلقي ضرسه المخلوع من النافذة في وجود الشمس أم في وجود القمر، وتعجب الأم اللعبة التي تدخلها مع ابنها. تخبره أنه لو ألقاها عند الشمس سيحصل على ضرس جديد، ولو ألقاها وقت وجود القمر لن يحصل على ضرس جديد في فمه، وسيتحول ضرسه إلى نجم في السماء. وهكذا بطل الحدوتة يكون الولد، لكن خيوط الحكاية كلها في يد الأم، تشد الخيط فتكبر الحكاية، وتكبر المحبة أيضا. 

الأب الذي يعود من السفر هو بطل حكاية أخرى لبنت تفتقد أباها جدا الذي عاد من السفر ونام دون أن تراه. وسيتورط الأب أيضا في اللعبة معها وتبدو كلماتها مثل رسالة تأتيه وتأخذه من أعماق النوم ليلعب معها.  

أسماء عواد تخبرالأطفال في حكاياتها أنهم دافئون ويجعلون الحياة مدهشة وجميلة، تبدو الكاتبة كمن يكشف سرا للأطفال عن قيمتهم لدى آبائهم أيضا.  

الكتاب أقرب لكونه مشهدا من حياة طفل وأمه أو أبيه… فيكون المشهد العادي واليومي البسيط هو البطل.  ورغم بساطته فهو مليء بالسعادة. مثل الأم التي تجلب الفراولة، ليتسلل ابنها إلى المطبخ ليأكلها ويلوث فمه بالأحمر. 

يمتد الدفء من علافة الأب والأم بالأولاد إلى دفء عائلي أكبر بحكاية عصفورتين تختلفان، لكنهما تتفقان أن يكون سبب خلافهما هو الحب وليس أي شيء آخر.

ومع هذا التوسع العائلي في الحكايات، تتذكر الكاتبة أن تقدر الأشخاص في حياتها الذين يهتمون بسعادتها الشخصية، فتقدم إهداءها إلى زينب عبد الله الخليدي..لازلت معنا. وهي امرأة من عائلة الكاتبة كانت تؤمن بها وتشجعها.  

جورج بهجوري يقدم رسومات بها حيوية وحركة كبعد لحركة اللعب والدفء في الحكايات، فالغلاف عن أب يقذف بابنته إلى أعلى وهي  حركة تعتبر رمزا دالا للعب الأب مع ابنته وسعادتهما الأولى بقذفها إلى أعلى ثم استلامها من جديد،  وكأن الأب حين يقذف بابنته سيتلقي السعادة باستلامها من جديد. إن الأمومة والأبوة في كتاب “ياحبيبي يا بابا، ليست شقاء رغم  كل الجنون الذي يفعله الأطفال. . الأبوة كلها سعادة.

يقدم جورج بهجوي الأب وهو يرتدي بيجاما ذات الخطوط الطولية بالأببض والأزرق وهي خطوط البيجاما المصرية التقليدية، لتأتي الرسمة من داخل العائلة المصرية. لكن في داخل الكتاب كان شعر الأب أبيض اللون ، بينما كان الأوقع أن يكون شعر الأب أسود أو بنيا منتميا لمرحلته السنية التقليدية.

 

عن الكتاب

الكتاب: ياحبيبي يابابا

المؤلف: أسماء عواد

رسوم: جورج بهجوري

سنة النشر: 2015

 

 

مقالات من نفس القسم