للصمت رائحة الخشب الرطب.. نصوص هايكو

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

بكاي كطباش*

حتى بالحبر الصيني

تظل ناصعة

كلمة ثلج

**

بركلة واحدة

يدمّر قلعة الرّمل

هولاكو الصَّغير

 **

توقّف المطر

للصّمت الآن

رائحة الخشب الرّطب

**

انتهى من رسم البحر

‏الآن، من الورقة ذاتها

‏يصنع مركبا

**

‏مخزن الكُتب القَدِيمة

‏قَصَائدُ الحُبّ

‏كُلّهَا جَدِيدة

‏**

‏إلى طائرة الورق

‏يسدد الجندي المتقاعد

‏فوّهة الغليون

**

لو انحنت الريح الآن

فلشخص واحد:

عازف الساكسفون

**

في الدلو الفارغ

مدننا يهيئ المطر

مجلسا للقمر

**

بطريقة ما

تبدو اللّوزة المزهرة

قادرة على الطيران

**

يا فردة الحذاء على الضّفة

أهناك حكمة في الغرق

بفردة واحدة؟

**

هشة ومنحنية

هذه النبتة بين الشقوق

يقال تشفي من الحنين

**

وحده الطّفل

يتأمل اللّوحة، الكبار

يسألون عن الثّمن

**

تضيء وجهك

طعنة البرق

في قلب اللّيل

**

كقبلة من طرف واحد

تنحني الوردة الأخيرة

على الفراغ

**

‏على الأقل

‏جناحاه مفتوحان

‏النّسر المحنّط

**

يا لقسوة الشتاء!

حتى ابتسامة العجائز

بحاجة لعكّازة

**

ريح شديدة

تسلم ورقة قيقب

لريح أشدّ

**

قبر صغير

أدفن البذرة

لتعيش

**

ولا دمعة واحدة

في عين الدّمية الّتي

أضاعت طفلتها

**

زهرة وزهرة وزهرة

……………….

حتّى انقطاع النٌفس

**

‏العجوز في الحديقة

بمقص الأشجار

يشذب الهواء

**

‏ورشة النّحت،

ظلال الإوزّ المهاجر

ترجّ التّماثيل

**

قبو النبيذ

على مهلها

تتعتّق الشّاطين

**

تبدو متأكّدة

من لهوها بالطّفل

طيّارة الورق

**

أضف إلى هشاشتك

بتلة أو بتلتين

أنظر! زهرة!

**

زقاق معتم،

أحيّي جمرة سيجارة

فتردّ التحية

**

فنجان، غليون، جريدة

‏وحده مازال نائما

‏طاقم الأسنان

‏**

في ركن المقهى اللّيلي

تخلع الوحدة

شعرها المستعار

**

الَّذِي طويلا حدّق في النهر

يرمقك الآن

بعيني غريق

..

هذا الخرير!

وكأن النّهر يمطّ رقبته

لرؤية الغابة

**

‏على الحصان الخشبي

‏بعيدا يسافر الطفل

‏في مكانه

**

‏عالم بلا قلب؟

‏ربّما، لكن هذا لا يقال

‏أمام زهرة برتقال

‏**

بموت الريح

تموت الورقة

للمرة الثانية

**

تزداد عمقا

التجاعيد،

في مواء القطّة الهرمة

**

اعتذار طويل

للشجيرات العطشى،

النّهر الجاف

..

من لبّ الخبز

قلوب صغيرة

طعاما للسّنونو

..

تصير ظلالا

ثم تنام

الأشجار

 

 

 

 

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم