أُكرِّرُ لمئاتِ المراتِ محاولاتِ وضْعِ الماسكرا دون رتوشٍ في جفني العلوي ولا أنجحُ، أضعُ الكُحلَ وأتركُه يَحيدُ عن خطِ الجفنِ السفلي دون اهتمامٍ؛ لأَخرُجَ في سهرةٍ صاخبةٍ وحيدةً بعيونٍ متفحمةٍ وأنفٍ منتفخٍ أتابعُ تحوُّلَ القمرِ مِن بدرٍ إلى مَحاقٍ ثم هلالٍ يشبِهُ الموزةَ الرفيعة، أدنو منه فيتدلَّى لأصعدَ على سطحِه وأقول للهِ شِعرا خرِبا، خرب اللغةِ وخرب القافيةِ، خرب النطقِ والحروفِ، شِعراً ليس به مِن الشعر شيء إلا أنني أريدُه شِعراً، أقولُه هكذا كمُحصِّلِ الكهرباءِ الذي يقرأُ العدَّاد،َ أو بائعِ المانجو الواثقِ مِن حلاوةِ الثمراتِ واللامبالي بجدلِ الزبائنِ دون أن يقوم الله بدوره في إصلاح ما خرَّبتُ من اللغة
متحف شخصي صغير
الحقيبة يجب أن تكون حمراء...




