كوشر

ناجي العلي فلسطين
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

د. كمال ميرزا  

قال “الراباي” لخادمه وهو يسكر مستترا في مكتبه بعد أن عاد لمعاقرة الخمور منذ اندلاع هذه الحرب “اللعينة” في 7 أكتوبر:

“تعرف ماذا يا شلومو، أخاف إذا استمرينا بقتل الفلسطينيين بهذه الطريقة أن لا يبقى لنا مكان في الجنة؛ سيسبقوننا إلى هناك ويأخذون كل الأماكن.. اللعنة على هؤلاء القوم.. لا نستطيع التخلّص منهم لا في الدنيا ولا في الآخرة”!

أخذ “الراباي” جرعة كبيرة أفرغ بها كل ما في كأسه دفعة واحدة، ثم تجشأ وقال:

“أخشى ألا يبقى لنا في نهاية المطاف مكان يتسع لنا سوى سواء الجحيم”!

مدّ “الراباي” يدّه إلى الزجاجة ليعيد ملء كأسه فوجدها فارغة. رماها أرضا، ومسح فمه بظاهر يده وهو يتلمظ، ثم نظر إلى “شلومو” بتراخٍ وقال:

“هل قرأتَ جحيم دانتي.. لا عليك.. دعك من هذا الهراء.. آاه يا عزيزي شلومو.. كم أشتهي هذه اللحظة ساندويشة بيرغر مع لحم الخنزير المقدّد كتلك التي كنتُ آكلها على قارعة الطريق في نيويورك قبل أن آتي إلى هذا المكان البغيض”!

قاطعه “شولومو” بلكنته الفرنسية البائنة:

“ولكنها أرض الميعاد يا سيدي”!

حدّق “الراباي” في وجه “شلومو” للحظات، ثم قال مردفا:

“أي أرض ميعاد هذه التي فيها فلسطينيون ومقاومة وحماس”؟!

أشاح “الراباي” بنظره، وشرع يحاول النهوض متثاقلا من مقعده الجلدي الوثير الذي تم إحضاره هدية مخصوصة من “أوديسا” وهو يتمتم بينه وبين نفسه:

“آكلُ كوشر وضيع”!

…………..

* كاتب وأكاديمي من الأردن

 

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 12
تراب الحكايات
عبد الرحمن أقريش

المجنون