كورونيات

علي مجيد البديري*

كوفيد 19
ستبقى عالقاً بذاكرة الهواء
أيها الفاسق المخاتل

1
يتشابه النوم هنا في الردهات
أعمى
أصفر
بذيل طويل
يقطر بارداً
قطرة
قطرة
مع قنينة المغذي

2
الهواءُ الثقيلُ الذي أتنفسه
مليءٌ بالأشواك
يكابدُ الخروج من رئتيَّ
ويتفتتُ ميتاً

3
من طرفي الكمامة
يتسللُ.

الممرضون يضرمونَ النار
في ملابسِ الموتى.

من عتمةِ السَّرير
تندُّ حشرجةٌ باردة

4
ترابٌ أصفرُ
بين أسنانِ الليل
وجعُك الذي لا يكاد يُسمع

5
بجانب قنينة الأوكسجين الصدئة
سعالٌ يتشظى
على كفينِ يابستين

6
على الشاهدة
تتماهى صورتا الميت والمميت
7
له خطوة..،
ولك عينان واقفتان،
ولكنكما محشوران في قنينة واحدة

8
على الرمل المبلل
تعطسُ..
آثارُ الأصابع

9
رأسي ثقيلٌ كجبل
ورئتاي عاطلتان
حدقتاي حبتا رمان فاسدتان

10
ما عادت الحروف تتنفس تحت الكمامة..
تعفنت

11
بعد قليل
سأترك على منديلي
آخر كبسولة
وأنام
12
أوجعني المشهد:
تلميذة ترسم على وجوه الفتيات في كتاب القراءة
كمامة سوداء

13
أتنفس هواء لزجاً
بين احتمالين:
قد أفلت منها
وقد لا ..

14
في سلةٍ ممتلئة بالكمامات المستعملة
آلاف الأنفاس العالقة
تصارع الموت
15
برغم كل هذه البشاعة
مازالت المسوخ
تمص دم الرئات الممزقة

16
رميت كمامتي
بائعو اللقاح
يضحكون من أعماقهم

17
أبصرتُ تماثيلَ الآلهة
والكهنة،
تلتمعُ في عيني الطبيب

18
مطرُ الحُقن الغزير
أغرَقَ الأسرّةَ وقناني الأوكسجين
كانت الفيروسات تتراشق بالأنبولات الفارغة

19
في شوراع المدينة:
وحدها
أشعة الشمس
تنقر على الأسفلت،
والأبواب المغلقة

……………………..
*شاعر عراقي، له (من بين طين وعشق) الغاوون 2013، (منتصف الدخان.. قبل الياسمين بقطرة) الفيحاء 2017، (تكتبه الظلال) قيد الطبع، ( الرائي) مجموعة مخطوطة.