قصائد من ديوان “أثقل من جبل يتمشّي” لمحمد البديوي

أثقل من جبل يمشي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

محمد البديوي

عابر سبيل

سأقيم هنا
حيث يمكن لهؤلاء الملاعين
أن يدلدلوا أقدامهم على كتفي
ولا يدفعوا أجرة العبور

يمكن للمثقفين والشعراء
أن يتفاخروا بصورتي على غلاف المجلات
يعرضونني في جلساتهم الخاصة
يدللون بي على إنسانيتهم وضميرهم

سأقيم هنا لبضع سنوات
سأكون معبرا
للمتسلقين
وعابري الطريق
والمحتالين على القانون

سأكون بيئة صالحة للتداول في بيوتكم جميعا
ظهري المنحنى
ويدي الخشنة
وبيتي المصنوع من الطوب
علامة على حماقتي
**

لماذا؟

كلكمو
بين يدى تجيئون
هذا يأتى حبوا
هذا يأتى سعيا
هذا يأتى هرولة
هذا يركع
هذا يسجد.. بين يدي
وهذا يذكرنى فى ملأ
هذا يتقرب شبرا
هذا يتقرب باعا
فلماذا
تتفقون على؟
**

وحيد بما فيه الكفاية

لم يتغير الوقت
لم أمت بعد
لكن حلمت بما يكفي
لأكون في مهب الريح
مرثية تتناقلها التفاصيل والنسوة والزحام

لم أمت
لكن كفي باردة
دمي واقف
وقلبي صامت عن الحب
عيوني مسبلة
والدم ساكن في التفاصيل

لم أعان بما يكفي في طفولتي
فقط ثيابي كانت ملوثة دائما
ولا أملك النقود أو النبوءة

كنت وحيدا بما فيه الكفاية
لطفل لا يفهم الفرق بين الماضي والمستقبل
ولا يفرق بين الماء والملح

لم أعان بما يكفي في طفولتي
كل ما في الأمر
أن القسوة صنعت من جلدي حذاء
وأن البيوت القديمة طبعت خشونتها في الحلق
وأن الشياطين التي عاشت علي سقف غرفتي
لا زالت تزورني في الغربة

الغربة حزينة
والطين الذي نحمله على أكتافنا من آخر الأرض
لن تزيله السنوات ولا الهموم ولا السماء

فارغ عمري إلا من الوهم
الحقائب مملوءة بالحجارة
والقصص القديمة عن المجد والحرية والإباء والشرف

حتى القهوة التي “أطفحها” كل صباح
لم تعد مرة الطعم
 

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني