راما غيث
حسن بلاسم الذي لا يعرفه الكثير من القراء العرب ليس كاتبا فقط للقصص والشعر بل هو كاتب سيناريو ومؤلف مسرحي وأيضا مخرج له العديد من الأعمال السينمائية والقصصية والشعرية والمسرحية ويهوى الكثير من أنواع الفنون، لا تجد أعماله بسهولة وذلك لحظر بيعها بكثير من الدول العربية، لا يشارك في المهرجانات العربية، ولا تسمع اسمه مترددا في الكثير من الأمسيات، ولكن ربما تجد نسخة من كتابه مع أحد الأصدقاء الوافدين من الخارج أو النسخ الإليكترونية المتداولة لمن حصلوا على كتبه بطريقة أو بأخرى، فربما تتعجب إن وجدت كتبه باللغة العربية على أرفف مكتبة بهلنيسكي بينما لا تجد نسخة في المكتبات العربية!
ربما تسمع عن “معرض الجثث” والمنتشر اسمها بين قراء كُثر في الآونة الأخيرة، والتي أشادت بها جريدة وول ستريت جورنال حيث قالت عن القصص أنها “لا تبدو من قطعة لحم ممزق من تاريخ متقيح للبلاد”، وقد قالت باربرا هوفريت بجريدة ليبراري جورنال واصفة أول قصة بالمجموعة “القصة الأولى وحدها قذفتني، فلا تضيع الفرصة”، كما وصفها الروائي جويديب روي باتاكاريا قائلا “إنها عمل شبيه بصوغ الأحجار الكريمة، فقصص حسن بلاسم ليست محض توجس وقلق عميق وإنما ليس لها مثيل فهي ضرورية للتذكير بأن هناك الجانب الآخر الذي ينتظر أن يُعطي الصوت للكلفة التراجيدية لهذه الحرب وغيرها من الحروب التي لا ضرورة لها..
وقد وُصف حسن بلاسم بأنه كافكا العراقي بلمسة إدغار الآن بو، العبثي والمليء بالرعب، كما وصفته جريدة ذي جارديان بأكبر كاتب حي من كتّاب القصة في العالم العربي، كما وصفته جريدة ذي اندبينديت بأنه صانع الرعب اليومي من شيئ من اللا مألوف وفق ذائقته..
تُرجمت بعض أعماله إلى عشرين لغة تقريبا، له الكثير من الأفلام والمشاركات بالمسلسل والمسرح الفنلندي، كُرم في العديد من المهرجانات العالمية.. ولكن ظل غير معروف عنه في الوطن العربي سوى بأنه كاتب عراقي مقيم بفنلندا..
دعني أخبرك عزيزي القارئ عن معرض الجثث قبل أن أعرض عليك الحديث الذي دار مع مبدعنا هذه المرة حيث ستجد بها الكثير من معاناة العراق وليست معاناة شخص فقط، والأكيد أن لنشأة بلاسم على تلك الأرض الأثر في كتابة كل هذا الوجع والرعب الذي ستجده مرسوما أمام عينيك عزيزي القارئ، فالمجموعة تضم 25 قصة من الوجع والقهر الذي عاشه ويعيشه الشعب العراقي حتى الآن، ستلهث أنفاسك من الرعب مع المواطن الذي يحاول الهرب من الحدود إلى حدود أخرى، قلبك يكاد يتوقف عندما تشعر بالرصاصة التي اخترقت رأس البطل الذي قتل غدرا ودون سبب سوى أنه معارض، ستشاهد بعينك تفاصيل الساحة التي تحولت من حدائق الورود إلى بحيرة دم، ستشارك البطل الاضطراب عندما هاجر وحاول نسيان ماضية وبدأ يصنع لنفسه شخصية أخرى.. ولكن ليست وحدها معرض الجثث هي العمل الذي يحمل بين سطوره الوجع ولكن أيضا طفل الشيعة المسموم وهو عبارة عن نصوص شعرية تعبر عن الكثير من الغضب الذي ضاق به صدر حسن بلاسم فحاول أن يفرغه في سطور حتى يستطيع أن يحتمل ألم القدر واختباراته الموجعة.. كما هناك الله 99 وغيرها من الأعمال الأدبية التي عُرف فيها بالجرأة والسرد المؤلم الصادق الذي يجعلك ترى المشهد وتتورط بتفاصيله..
وعندما طلبنا من حسن بلاسم أن يحدثنا عن نفسه أخبرنا بما لم يُنشر عنه باللغة العربية من قبل فما لا تعرفه عزيزي القارئ عنه وما بدأبروايته عن نفسه في حديث أجرته عالم الكتاب معه هو أنه من مواليد بغداد 1973، انتقل مع والديه وأخوته التسعة للحياة بمدينة كركوك شمال العراق عندما بلغ 5 سنوات، وهي مدينة تحت النزاع حاليا في العراق بين الأكراد والحكومة المركزية، وكانت الميزة التي تتفرد بها كركوك تنوع الثقافات المختلفة مثل ضم مواطنين من مختلف القوميات مثل (الأكراد والتركمان والأديان المسيحية والصابئة والمسلمون بطوائفها المختلفة كالشيعة والسنة)، فكانت تلك المدينة هي سبب في بناء الجانب الثقافي المختلف بشخصية حسن بلاسم ومعرفته بلغات عديدة كاللغة الكردية، والتركية، واللغة العربية وهي اللغة الأم ومعرفته بشيء من اللغة السريانية..
– ما هو تأثير الحرب على طفولتك؟
بالتأكيد كانت الحرب لها تأثير على النفس، فكانت أبشع الصور التي احتفظت بها عندما كنت طفلا بكركوك تحت حكم صدام عند انتظارناعودة أقاربنا المشاركين بالحرب وهم عائدين شهداء، كما كان حزب البعث يقوم كان يجمع السكان حتى الأطفال في ساحات عامة ويقوم بتنفيذ الإعدامات، فكان وجود الأكراد والتركمان المعارضين للنظامسببا للاضطراب وعدم استقرار المدينة..
– كيف بدأت تكتشف أن لديك موهبة الكتابة؟
لقد كانت لدينا ببيت العائلة مكتبة كبيرة وكان والدي وأحد أخوتي يحبون القراءة فبدأت القراءة بعمر مبكرة كما كانت لي أول مشاركة في سن المراهقة بعمر ال 14 عام لجريدة محلية حيث شاركتبمسابقة لتصميم الكلمات المتقاطعة وقد نشرتها الجريدة ونلت عليها جائزة مادية واندهشت والدتي بما فاجأتهاوأنا مراهق وما لديّ من موهبة.. ومن هنا بدأ اهتمامي بالكتابة بأشكالها المختلفة من شعر وقصة..
وعندما انتهيت من المرحلة الإعدادية انتابتني الحيرة في ارتياد الجامعة الأنسب حتى أواصل الكتابة، وكانت الاختيارات التي أمامي هي الاختيارات التقليدية مثل دراسة آداب لغة عربية أو أدب إنجليزي أو أدب فرنسي، ولكن لم يكن لديّ الميل لهذه الأقسام، وعندما اشتدت حيرتي اقترح عليّصديق شاعر يكبرني بالعمر بدراسة السينما، وبالرغم من عدم اقتناعي بأن هذا المجال سوف يفيد موهبتي بالكتابة إلا أني عملت بالنصيحة وكنت ممتنا لنصيحته طيلة حياتي، هذه حيث كان لها الأثر في تطوير ثقافتي وأضافت ليالمعرفة بمختلف أنواع الفنون (من مسرح، فن التشكيلي، والتصميم بكلية الفنون)، وقد قمت بصناعة الأفلام وبدأ شغفي بحب السينما، ومن هنا كانت بداية الصدام بنظام الديكتاتور الذي كانت نتائجه خروجي من العراق..
– حدثنا عما مررت به من ظلم وتعنت من حكم صدام حسين؟
عندما انتقلنا إلى كركوك لم يرضخ والدي لإغراء السلطة ولم ينقل سجله إلى كركوك مقابل الحصول على قطعة أرض وأموال لبناء بيت في مرحلة التعريب، وعند عودتنا لبغداد عاقبتنا الحكومة بأن لم تمنحنا السلطات إذن لنقل أثاث البيت فقمنا بتهريب الأثاث، وكانت المصيبة الكبرى عندما كانت مديرية التربية لم توافق على نقل أوراقي وأوراق إخوتي الطلاب إلى بغداد لهذا اضطر جميع أخوتي لترك الدراسة وبقيت أنا في كركوك لأنهي الدراسة الإعدادية ورسبت بالسنة الأولى فلم يكن لدي مال وكنت وحيد أتسكع كثيرا، وبعد فترة تمكنت من دفع رشوة كبيرة لنقل أوراقي إلى بغداد وأنهي دراستي الإعدادية هناك وبعدها بدأت رحلة الجامعة..
وقتها كان هناك حصار أمريكا بالعراق وقد قمت بتكوين مجموعة لصناعة الأفلام، وفي عامي الثاني بالكلية قمت بصناعة فيلم قصير اسمه “جاردينيا” عام 1996 عن رجل فقير بالعراق، وقد أشاد به الأساتذة بالجامعة ونلت عنه جائزة أفضل عمل متكامل في مهرجان أكاديمية الفنون للفيلم الوثائقي الثاني وجائزة أفضل إخراج في مهرجان دائرة السينما والمسرح، كما نلت نفس الجائزة عام 1997 عن فيلم بياض الطين (سيناريو وتمثيل)، وكان في تلك الفترة حزب البعث يهيمن على شئون الطلبة، وتعرضت للتحقيق لمجرد عرض قضية الفقر بالعراق، وكعادة المبدعين الذين يحاولون أن يقدموا أعمال مختلفة ينتقدون فيها النظم الديكتاتورية فكانوا يقدمون أعمالهم بقضايا عامة ورمزية، ولكن هذا أيضا لم يجعلني آمنا داخل البلاد..
ومع تعرضي للتحقيقات وضغوط الحياة الفقيرة التي كنا نعيش بها تحت ظروف الحصار الاقتصادي الذي امتد من سنة ١٩٩١ وانتهى باحتلال بغداد ٢٠٠٣، فكنت مضطرا للعمل باستعلامات الفنادق وبيع السجائر محاولا تدبير مصاريف دراستي، وفي بعض المصادمات تم تعرضي للاعتقال لفترات متقطعة ولأسباب عديدة، وقد كان لدي كثير من أخوتي مودعين بالسجون ولأسباب مختلفة ومنها على سبيل المثال: حيث كان أخي سمير عندما كان مراهق كُتب عنه تقرير لأنه كان يستمع لأغنية فؤاد سالم وهو كان مطرب معارض لنظام صدام حسين، وأودع بالأحداث وقتها ولكن أخي قد خطط للهروب من السجن واتفق مع كل المساجين ونُفذت الخطة ونجح بالهرب ولكن لم يمر 24 ساعة إلا وقبض عليه وتم تعذيبه وتدميره، وأيضا أخي الثاني الذي كان ينتمي لحزب ديني، وغيرهم من أشقائي الذين عانوا من ظلم وقهر النظام.. وقد شجعني الكثير من الأصدقاء والزملاء لمغادرة العراق وهذا كان عام 1999..
– حدثنا عن رحلتك من العراق إلى فنلندا..
كانت أول محطة انتقلت إليها من بغداد هي كردستان حيث كانت مستقلة عن العراق تحت رعاية الأمم المتحدة، وكانت الحياة مع الأكراد مخاطرة ومغامرة فقررت استبدل اسمي باسم كردي”آزارد عثمان” وبدأت أشتغل مع الأكراد فقمت بعمل ورش تدريس سينما للشباب ومحبين السينما والمحترفين، وعملت أفلام قصيرة بإمكانيات بسيطة عن ظروفهم الصعبة التي عانوا منها تحت حكم الديكتاتور، وعملت فيلم (جرح الكاميرا) روائي طويل باللغة الكردية عام 2000 بالسليمانية وكان بتقنية VHS وكانت عبارة عن تجارب دراسية أكثر، وبالرغم من هرب الكثير من المعارضة إلى كردستان إلا أن رجال صدام لحقوا برموز المعارضة لقتلهم، فقررت أن أغادر كردستان حتى لا أعرض والدتي والمتبقي من عائلتي لخطر وانتقام صدّام، وكانت الطريقة الوحيدة للخروج هي الهرب سيرا على الأقدام بمبلغ بسيط حتى وصلت لإيران مع المهربين لأنني لا أملك جواز سفر بسبب التعنت الأمني فلم يكن مسموح أن تملك جواز سفر بسهولة، ومن خلال المشي في طريق جبال إيران أسبوعين تقريبا وصلت لتركيا، ومجرد وصولي اسطنبول كنت مفلسا فعشت حياة كلها مخاوف لأني لم املك أية أوراق وعليّ أن أعمل في الخفاء، ولم أتمكن من الاستمتاع بحياة آدمية فكنت أقع تحت استغلال الكثير، وهناك انتقلت من عمل لآخر بمصانع ومحال تجارية ومطابخ.. الخ، وذلك لتوفير الأموال للهرب من تركيا، التي عشت بها عام ونصف خلالها حاولت الهرب 4 مرات لبلغاريا، وكل مرة كانت تفشل المحاولاتويتم القبض عليّ أخسر كل ما ربحته وأبدأ من الصفر، وأخيرا وصلت إلى صوفيا عاصمة بلغاريا، وهناك تعرضت لحادث أثناء عملي بمطعم حيث تقطعت أصابعي نتيجة العمل على آلة، وأيضا عدم امتلاكي للأوراق كان عائقا لإجراء العمليات، ومن بعدها (واصلت عبور الحدود مشيا على الاقدام) إلى (صربيا) ثم هنغاريا (حتى وصولي إلى فنلندا) (دائما الفنلنديون يسألون حسن كيف وصلت الى فنلندا؟، أقول مبتسما مشيا على الأقدام، وقد استغرقت الرحلة من بغداد إلى هلسنكي فقط ٤ سنوات) وهنا أعطوني أوراق وأجريت عدة عمليات جراحية ليدي التي فقدت بها أصابعي وبدأت الحياة بشيء من الاستقرار..
– كيف كانت حياتك بفنلندا بعد تلك الرحلة المرعبة الشاقة من حياتك؟
الحياة لم تكن في البداية سلسة وبسيطة ولكن بعد محاولات عديدة ترجم لي قصة بالإنجليزية ومن هنا كانت بداية معرفتي بالعالم الفنلندي ومعرفتهم بي حيث نلت جائزة، وقد حصلت على الكثير من الدعم والتقدير المعنوي والمادي بفنلندا فهنا يمكنني الحصول على تمويل لصنع مسلسل أو مسرح أو فيلم حتى إنتاجي الأدبي الذي طُبع على عكس ما وجدته من العالم العربي من انعدام تقدير بل حُظرت أعمالي ومنعت من النشر.. وهذا كان أحد الأسباب لمقاطعتي للمهرجانات العربية، بجانب أنني هنا في أوروبا وفنلندا من الممكن أنتقد أي خطأ في سياسات الدولة ولا يتم توجيه الاتهام لي على العكس إن تحدثت في أحد المهرجانات عن المدونين المعتقلين أو تحدثت عن الكثير من الأصدقاء المساجين في الكثير من البلدان العربية سيتم اتخاذ إجراءات قانونية تعسفية.. فلا احتاج إلى جوائز مهرجانات الخليج فقد استطعت بصناعة الأفلام وأنا تحت خط الفقر.. أيضا المجتمع العربي للمثقفين معروف بالشللية وأنا لا أفضل هذا النوع من المجتمعات..
– ألم تحاول أن تنسى ماضيك العراقي كما كان مع بطلك بقصة كوابيس كارلوس فوينتس؟
لا بالعكس فكل ما مرينا به من أحداث هو مشكل تاريخنا وثقافتنا وهو مكوّن أساسي للشخصية وليس مهم أن ما نتناوله من موضوعات ولكن المهم هو الشكل.. وكيف تكتب..
– ما هي الذكريات الجميلة التي تتذكرها عن فترة دراستك؟
بينما كانت تستضيف العراق للكثير من الفنانين المصريين مثل يوسف شاهين وخالد يوسف، ذهبت في إحدى المرات مع صديق لزيارة يوسف شاهين بالفندق الذي كان ممتلئ بالحراسة والقبضة الأمنية وأقنعناه بإلقاء محاضرة بالكلية وكانت تلك من الذكريات السعيدة لديّ..
– هل العناوين الموجود أسفل معرض الجثث على غلاف المجموعة هم عناوين فرعية للمجموعة؟
بداية أحب أوضح أن اللغة العربية هي اللغة التي أكتب بها، ولكن عندما ظهرت أول مجموعة قصصية لي كانت مترجمة للإنجليزية بعنوان “مجنون ساحة الحرية” وكنت قد أرسلتها لعشرين دار عربية رفضوا طباعتها والبعض طالب مقابل مادي وأنا أرفض أن أدفع مقابل مجهودي الذي بذلته، وكانت ثاني مجموعة بإنجلترا 2009 وكان اسمها “المسيح العراقي” وقد نلت عنها جائزة ومن هنا كان طرح اقتراح ضم بعض القصص من المجموعتين لطبعهم بنسخة خاصة لأمريكا، ومن هنا جاءت فكرة المجموعة باللغة العربية عندما وجدت دار المتوسط التي عرضت نشر النصوص وبدون أي رقابة أو حذف حيث قمت بضم كل النصوص التي كتبتها فشملت “معرض الجثث” في نسختها العربية نصوص المجموعتين السابقتين كلهم بإضافة نصين آخرين..
ما هو رأيك باختلاف الوضع الحالي بالعراق عما كان أيام صدام؟
كان هناك مجتمع مدني أيام صدام بالسبعينات، ولم تكن المشاكل جسيمة ولكن عندما كنت تعارضه فقط تواجه المشاكل،كان هناكأمان وكانت توجد مراكز ثقافية المحاصر بالفكر البعثي، وكانت المرأة بالثمانينات تعيش بالمدن الرئيسية، وتستطيع الخروج بوقت متأخرحيث الحياة متفتحة، ونادرا ما تقع حوادث وذلك نتيجة القبضة الأمنية المتشددة، ولم يكن متواجد الحجاب إلا بالأحياء الشعبية أو الريفية.. ولكن بعد سقوط بغداد أو سقوط الديكتاتور بدأ الانشقاق فمن يقول احتلال ومن يقول تحرير، ولكن كان دخول أمريكا العراق هو جريمة بحق الوطن، وقمع النظام جعل المجتمع فكره بسيط ولم يكن لديه الوعي الكافي لسلبيات الاحتلال، والآن سيطرت الأحزاب الدينية المتطرفة – مثل السنة المتطرفين والشيعة المتطرفين – على الحياة بالعراق ولكن في بغداد هناك شيء من المقاومة ضد سيطرة الفكر الديني المتشدد..
وبالرغم من وقوع صدام الذي كان سبب في تركي لوطني لم أفكر في العودة بعد رحيله وذلك لأنه كان هناك ديكتاتور واحد معروف بينما الآن هناك الكثير من الأعداء الغير معروفين بين داعش والأحزاب الدينية والميليشيات..
– ما هو النوع المفضل لك من بين كل ما تقوم به من فنون؟
أنا أذوب في السينما ولكني مغرم بالكتابة بكل أشكالها، وأصف نفسي بأني حكواتي أكثر من أي وصف آخر.. فالكتابة هي الأمتع عندي عن السينما..
– ما هي المشاريع الأدبية أو الفنية الحالية التي تعمل عليها وتريد أن ينتظرها متابعينك بشغف؟
مسلسل للتلفزيون الفنلندي من 6 حلقات.. فيلم وثائقي عن كاتبات عراقيات العام القادم.. وبعد إصدار كتابي الله 99 باللغة الفنلندية، سيصدر أيضا بترجمات في اللغة الإنجليزية والسويدية والألمانية والهولندية ولغات أخرى بالعام القادم..
ومن الكُتاب المفضلين لدى بلاسم إيتالو كالفينو، هاروكي موراكامي، أوستر، ومن كُتاب الرواية العراقية أحمد سعداوي،إنعام كجه جي..
وقد أعلن بلاسم عن مشروع أناخيدوانا من خلال صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مجيبا عن استفسارات الكثير من المتابعين حيث قال:
هي صفحة بمجهود تطوعي شخصي حيث تحتفل بمخيلة المرأة العراقية الكاتبة من انخيدوانا حتى اليوم، والهدف منها هو تعريف الجمهور لغير الناطقين بالعربية بحفيدات أنخيدوانا، لذلك محتوى الصفحة باللغة الإنجليزية، الصفحة ليست للدفاع عن المرأة وحقوقها وحريتها بل هي احتفال بإنجاز مخيلة العراق في مجال الأدب، وعندما سئل بلاسم عن طريقة الدعم للفكرة اقترح أن يتم ترجمة السير الذاتية من اللغة العربية والغير مترجمة، شير ومتابعة الصفحة، اقتراح أفكار جديدة إن وجدت، عمل فيديو ترويجي للفكر، ترجمة شعر للشاعرات من العصر العباسي فأي مساهمات في الترجمة للشاعرات والمبدعات هو خدمة للفكرة ويطمح بلاسم أن يقدم من خلال جمع المعلومات بعمل سلسلة من الأفلام الوثائقية عن الكاتبات العراقيات إنتاج كتاب في اللغة الإنكليزية يضمن تاج الكاتبات، وفي المستقبل البعيد يحلم بتأسيس مشروع في بغداد اسمها ( جدتنا انخيدوانا) مختصة بتقديم الدعم (المادي والمعنوي) ونشر نتاج الحفيدات..
* وقد حصل بلاسم على العديد من الجوائز منها على سبيل المثال لا الحصر:
– أول عربي حاصل على جائزة الخيال الأجنبي المستقلة لعام 2014 عن المجموعة القصصية المسيح العراقي. والتي تمنح تلك الجائزة أول مرة لكتاب قصصي وليس رواية.
– جائزة الأدب فنلندا، عام 2013 عن قصة مجنون ساحة الحرية.
ـ جائزة الثقافة فنلندا. 2015.
– أفضل إصدارات أسبوعية لعام 2014 للناشر،بمعرضThe Corpse.
– جائزة الخيال الخارجي المستقل لعام 2010،قائمة طويلة،عن المجموعتين:
مجنون ساحة الحرية، المسيح العراقي..
– رشح إلى جائزة فرانك أوكونور للقصة القصيرة 2010، القائمة الطويلة،عن المجموعة القصصية: مجنون ساحة الحرية..