كأننا والماء من حولنا ..

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

محمد سيد حسن

المطر الذي فاجأنا حين كنا نرقص في التحرير

لم يقصد أن يبلل فرحتنا المسروقة

من عيون العسكر وقطاع الطرق

نحن الذين نحاول أن نحب الحياة

لابد وأن نلتمس لها سبعين عذرا وعذر

ونضحك على نكاتها القاسية

حتى حين تصر أن تحرك أيدينا الساذجة مرة بعد مرة

ليطعن بعضنا البعض

فلنبتسم للعرافة الغريبة في جورج تاون

إذ تقرأ تجاعيد كفوفنا الشائهة

هذه ندبة من محاولة انتحار قديمة

تتقاطع مع خط العمر

خط السفر بلا نهاية

والونس لا يكاد يرى

الماضي بعشر دولارات

المستقبل بعشرين دولارا

كم دولارا سندفع لنبدل ما كان بما سيأتي

فلا يفاجئنا شيء؟

"بيت صغير في كندا

ما بيعرف طريقه حدا "

في صحراء من الثلج حتى آخر حدود العالم

زينتِهِ بقصائد وأطفال و ولائم صغيرة

ثم جلست تنتظرين القمر يطلع من الشرفة

لم يأتك غير النوارس بأخبار الأحبة المفارقين

و مواء القطط الميتة

ملأت أطباق الحساء بخيبة الأمل

ثم قدمتها للضيوف بضحكات قصيرة

بينما تحاولين تذكر أسماءهم

Oh Mrs Dalloway"

Always giving parties"

تعلمين أن هذا الصمت يقتلك كل مساء

قبل أن يوقظك بكاء الرضع عند الفجر

هكذا تخوننا خطوط كفوفنا

بينما تمر الحياة كحلم

نقف آخره محاولين أن نتذكر ماكان

فيعبرنا الوقت كسكين

تعلمين أيضا أنني صحوت البارحة

لأجد ذراعي كجناحي نورس

وغيمة في سماء الغرفة

قشرت وجهي عن ابتسامة انجليزية محايدة

وذهبت لأحيي الموتى

كان الطريق إلى العمل ممتلئا بالجثث

و مواضع القلب تنشق عن ورود كثيرة

كانت الدبابات تمر على الجميع

وتختفي في سحب الغاز آخر الشارع

كدت أناديك فلم أتذكر اسمك

تذكرت فقط أنني مبلل حتى العظام

و أن وقتنا شارف على الانتهاء

كان الماء يدفع الدم في مصارف المطر

و العطش ينهش كل من في الحافلة

هكذا وقفنا لاهثين خلف النوافذ

نراقب مطرا لم يتوقف منذ خمسة أعوام

كما لم تتوقف الجروح عن النزف

عبثا نحاول يا أصدقاء

إذ نتبادل تاريخ جميل

يقطر الدم عن حوافه

ولا يروينا التذكر

ولا ننسى

"يا واردة ع المية

اسقيني بديّاتش

عطش ما فييّ عطش

قصدي محاكاتِش"

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 شاعر مصري

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم