قصيدةٌ خائبة، تقفُ أمامَ البحرِ.. وتموتُ مكانها

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 31
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

مؤمن سمير
في ذلك اليوم
فَرَّت من الوسادةِ قصيدة..
نَزَلت بهدوءٍ أريبٍ
غطتني
ثم تَنَهَّدتْ..
طَرْقَعَت أصابعها
واحتارت بين الطيران من الشرفةِ
أو النزول من باب البيت..
قالت عندما سأطير
سَأُمُرُّ على عشاقٍ و قتلةٍ
يثرثرون وأرواحُهم تراقبهم
أو أشاركُ مجانينَ
وليمتهم..
سأعلو أيضاً
لدرجة أن أغوصَ في الغَيْمَات
الضالةِ
وأكتبَ على السحاب كلاماً غامضاً
عَلَّ الطيور تتعثرُ فيه..
لكنني لو حرَّكْت أقدامي ونَزَلْتُ
سأضبط الذكرياتِ
و هي تفرُّ من أصحابها
على السلالم
و أنهشُ فَوَرانها القديم
فتنكمش
وننساها للأبد…
وقد أحاذي سيارةً
بداخلها ملاكمينَ فقدوا
صوتهم
بعدما أَدركوا أن الروايات الحديثة
لاكت أدوارهم
واهتمت بالذئاب
والموسيقى التي صارت هذه الأيام
تختبئ في معطف الموت..
القصيدة أيضاً من لحمٍ ودم
لهذا ستوقف كل هذه الدراما
لتلهث
وتضبط دقات قلبها المرتعش
و تقول أنا الحائرة الأبدية
لا شط لي
ولا مَرْسَى
عيوني حتى اليوم
لا تقوى على نَسْجِ دموعٍ صلبةٍ
و ضلوعي لا ترعى أحلام الجَدِّ
المصلوبِ على بوابةِ حقلِهِ
من أيام المماليك..
حتى جسدي
رغم كل مغامراتِهِ
و أوهامهِ
أَخَفُّ من ريشةٍ في جبين
خائفٍ أصيل..
لهذا فالأجدى من حفر ممراتٍ بين الظِلالِ
أو اقتناص سماواتٍ
ودقِّها على ورقةٍ بيضاء
أن أُعيد رسم الحبيبة التي تغني
وهي تَحْلُم
فلا تتسلل منها ملامحها
وسط الضجيجِ..
أو أريجها
أو حضنها الموصوف..
كذلك لا بد من اللعب المتمرس بين السرادقات
بسكِّينٍ
أو برقصةٍ في حلقةِ النارِ
فيتجدد العزمُ
وتصفو الرؤيةُ أمامَ كل هذه التلالِ
من الحَكَايا
و الضبابِ
الذي بلا نهاية…
…………….

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني