العربي شحمي
يَا سَيدَتي…
علَى مَقرُبةٍ مِن باب حِصنِك
المُشرَعة للرِّيح عَلى آخِرهَا
خيُولٌ زُرقٌ
مَصَابيحُ زُرقٌ
وًكائنَاتٌ
يُشتَبهُ فيِ كَونهَا بَشَرُ
تَموُر تَكادُ تمَّيز
مِن المَاء وَالنَّار وَالترَاب …
وَعَلى مَدِّ البَصر
يَا سَيدَتي
امرَأةٌ طَالعةٌ مِن جَبل الرَّيحَان
تُلَوِّح بمِندِيلهَا المُطرَّز
بالأخْضرِ
وَالأحمَر
أَن اِقبِضِي خُصُلاتِ شَعرِك أوِ اسْدُلِيهَا
وَقِفي شَامِخةً كسِنْديَانَةٍ
عَلى مَشَارفِ الشَّمسِ
وَالقَمرِ
وَاكتُبِي بالصَّمغِ
المَرشُوشِ بالكُحلِ وَالحِنَّاء
عَلى لوَحَات الإِشهَار المُعرْبِدةِ
علَى أَطرَافِ الشَّوارِعِ المُسيَّجةِ
بِالأبيَض وَالأَحمَر
مَمنُوعٌ علَى الكِلاَبِ
وَعَلَى التَّافهِين وَالتَّافِهَات
وَعَلَى حمَّالاتِ الحَطبِ
وَطرِّزي
يَا سَيدَتي
أَورَاقكِ القَدِيمَة
بِآياتِ العِشقِ الذِي كَان
قَبلَ اليَوْمِ بِقلِيلٍ أَو بكَثِيرٍ
يَنسَاب مُنشَرِحًا
مِن مَا بَيْن
الصُّلبِ وَالترَائبِ وَالترَاب
عَلى مَرأَى قَمرٍ
خَلفَ بقَايَا قَمرٍ
وَمرَايَا
مُدرَّجَةٍ باِلحُمرةِ
وَالصُّفرَةِ
وَالسَّواد
وَأسمَاءَ كِلسِيةٍ لاَ مُسمَّيات لهَا
نُسِجتْ أحرُفهَا عَلى أحرُفِها
بِأبجَدِية الصَّمغِ
وَالصلصَال
عَلى نَحوِ مَا يَخطُّ الإِزمِيلُ وَالقلَم
الأَلِفَ وَاليَاء
يَا سَيدَتي…
وَإِنَّه فِي حَالِ حَلقَ الحَمَامُ
فِي سَماءِ حِصنِك
أَو علَى مَرمَى حَجَرٍ مِن بَابِه
المُشرَعة عَلى آخِرهَا
للعَابرِين وَ العَاكِفِين وَالرُّكَعِ السّجُود
وَحَليمَةُ الصَّبيَّةُ لمْ تُلَملِم خُصْلاَت شَعرِها بَعدُ
تَختَنقُ أحْلَامُ الطَّيعِين مِن أبنَائِكِ الصَّالِحِين
أوْ تَنتَحِرُ….