قصيدتان

فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

مراد سليمان علو

الفراشات البرتقالية

 

ذات موسم في الأراضي البعيدة..

فراشات برتقالية كثيرة على الأشجار

كان أمرا جميلا ومدهشا

فراشات برتقالية على حواف الدروب الترابية المزدانة بالزهور

فراشات بنقوش وخطوط سوداء وبيضاء لمّاعة على اجنحتها الرقيقة

تلك الفراشات الذهبية التي على الزهور البرية عندما تلامس بعضها تبدأ بوضع بيوضها الصغيرة الغالية

البيوض تفقس واليرقات تكون لها خطوط عمودية مميزة باللون الأسود والأبيض والأخضر

الألوان تذكرني بعلم الوطن

الشرانق الشفافة، تتدلى في وضع مقلوب وتتغذى على الرحيق إلى أن يحين وقت رفرفتها

صدفة، كنت هناك من أجل عيد نيسان

لأقطف باقة من شقائق النعمان

فراشات برتقالية عندما ألمسها يتناثر كحل اجنحتها على اصابعي

تلك الفراشات ما أن ألمسها وكأنها ترغب بالانتحار..

ترتجف الفراشة الجميلة بين أصابعي وكأنها تؤدي رقصتها الأخيرة قرب لهيب شمعة

غريب أمر تلك الفراشات البرتقالية الجميلة التي تحب الموت عندما يقترب منها غريب

تلك الفراشات تشبه كثيرا السبايا الأيزيديات.

*

سرب الأوز

سرب من الأوز في سماء المدينة التي أعيش فيها..

هذا السرب الذي يطير عاليا، أتمنى لو يحط قرب البحيرة القريبة من بيتي..

اتسلى بتواجدي على البحيرة، وأطعم الأوز اللطيف ما يتبقى من خبز الفطور

بعض الأوز يشعر بالتهديد من تواجدي، ويصدر صريرا مزعجا..

وما أن ألقي لهم بفتات الخبز حتى اسمع هسهستها..

في القرب قطعة مكتوب عليها بالألمانية: ممنوع إطعام الأوز

ولكنني لا أبالي بقانون بلدية المدينة فأصدقائي لن يفشون سرّي

أوز كتوم، حتى أنهم لا يتحدثون عن مغامراتهم في البلاد البعيدة..

في نهاية الصيف وبعد أن تقوى أجنحة الصغار، يطيرون..

لا أدري إلى اين يذهب الأوز؟

ربما يبحثون عن مأوى بين الغيوم الثلجية، أو يذهبون إلى النجوم الزرقاء البعيدة..

سرب من الأوز المهاجر في سماء المدينة البعيدة التي أعيش فيها..

هل كان ذلك السرب السعيد من الأوز العراقي؟

وإن رجع إلى الوطن، هل سيّمر بسماء شنكال أيضا؟

*

 

 

 

مقالات من نفس القسم

Sameh Rashad
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

قالت