قصيدتان

صبا قاسم
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

صبا قاسم
1
يقالُ إنَّ الشيب
أرشيفُ الماضي
لكنني شبت في العشرين
قبل أن يكون لدي أرشيف
صالح للحديث عنه كماضٍ
كل ما أتذكره من ماضي المسروق؛
سرقة زبدة
موجودة في أعلى نملية كانت قد خضَّتها أمي بالجرة
البحث عن بيض الدجاج المنتشر
في أرجاء الحواكير المجاورة
ساعات طويلة على السطح كي أحركَ
“الانتيل” الهوائي
لأركض بسرعة ألف قبلة مما يعدون
كي ألحق فرحًا مُختلسًا
ما مضى مني
منتشرٌ بين أشجار اللوز العملاقة التي كنت أتسلقها كي أقطف
اللوز والغيمات والأحلام
ما مضى مني
طاولة مقلوبة أضع عليها ما جمعته
من حزون لنبيعه لبائع جوال يدفع لنا غزل بنات
ما فاتني
أمطارٌ تلاحقني ووحلٌ يعشقُ قدمي
ماضي
حسرةٌ على ركلة جزاء أضاعها روبرتو باجيو
وألم لأن البطل ذبح الدجاجة التي كانت تبيض ذهبا له
ماضيي أصواتُ أجراسٍ
أغنام هايدي
وكف عدنان
التي فارقت لينا
هذا هو أرشيفي
الذي لم يكد يمضي
ولم يزل يلاحقني كظل يابسٍ فى الطرقات

2
في الطريق
من الكنيسات
إلى اللاذقية
فى الحافلة مشرعةِ
النوافذ
على اللأين
يجلس بجوارك
كائن خاضَ
آخر معركة مع الماء
منذ الملكة إيزابيلا
يقعُ فريسةً لعينيك
طفلٌ
بلا ملابس
يلِّوحُ
للمارَّةِ
وهو يتبول
على قارعة الوقت
راسمًا
لامعقولاً
ممكناً
فتاة بأحمرِ
شفاهٍ
فاقعٍ
يكاد يوقظ
ثيرانَ الطريق
وأخرى
بقميصٍ فوسفوريٍ
ذاهبتان لتحررا
نظرياتِ
النسوية المفقودة

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم