محمود فهمي
أحكمتُ إغلاق النوافذ، ودخلت إلى الفراش، وذهبت في نوم عميق لكن المطر لم يتوقف، فقد واصل هطوله داخل الحلم بصورة أشد، احتميت بمدخل إحدى البنايات، تعجبت من وجود صورة لي مرسومة بالطباشير فوق أحد جدران بيت لا أعرفه، حين نظرت إلى الداخل لم تكن هناك سلالم، كان المدخل يمتد إلى ما لا نهاية، توقف المطر فخرجت إلى الشارع.
عند الناصية أوقفتني، قالت: لماذا فعلت بي مافعلت، تفرست ملامحها فى محاولة يائسة لتذكرها، قلت: أعتقد أننا لم نلتق من قبل.
من بين دموعها قالت: قبل أن تكتبني في إحدى قصائدك القديمة لم يكن لي وجود في هذه الحياة، لم يكن لي ابن لأفقده تحت أنقاض البيت الذي انهار، ابنى الذى لم أستطيع العثور على صورته بين حطام البيت، أنت قلت ذلك في القصيدة، هل تتذكر أنني طلبت منك صورة لك لأنك تشبهه إلى حد بعيد لكنك لم تف بوعدك.
قلت بعد أن تذكرتها: لقد عدت في اليوم التالي ومعي ما طلبت لكنني لم أجدك فى مكانك المعتاد.
قالت: لقد دخلت فى إغماءة وحملوني إلى المستشفى. لو أنك سألت عني لعرفت مكاني لكن يبدو أنك لم تفعل.
– لكن ماحدث لك لم يكن فى القصيدة
– لو أنك سألت عني لعرفت مكاني لكن يبدو أنك لم تفعل.
مسحتْ دموعها وقالت:
منذ أن أدخلتني إلى القصيدة وأنا لا أتوقف عن البكاء، ومازلت أبحث بين الوجوه التي تعبر بي عن وجه يشبه وجه إبني، لماذا فعلت ذلك بي، لماذا اخترت لي هذة النهاية، لماذا لم تدخلني إلى قصيدة مبهجة؟.