قصص

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

محمد أحمد شمروخ

الجــــــــزاء

 

هل هذا جزائي؟ يتركني في حجرته المظلمة هكذا مهملة لا يسأل عنى وإن رآني أشاح بناظريه بعيدًا؟ 

أذكر أول لقاء به، يوم اقتطع الجزء من الكل يأخذني بين يديه مزهوًا، وضعني على جسده يوم عيد أتذكر، نظر لأترابه ليرى الحسد في أعينهم.

كم من غزوة طائشةٌ كنت فيها معه، أرفرف كعلم منتصر فوق رأس من انهزم، وإن ضاقت عليه شوارع وحدته، أربت على كتفه: لا تهتم بمن باعوا، كان يعتز بي يعطرني بعناية عاشق صغير، أسمع نبضات قلبه صوت أنفاسه إن قابلته حبيبة عمره، مرت أيام طوال لم أعد ألمس جسد صاحبي أتراه سيتركني معلقة على شماعة النسيان؟

ليقتني غيري؟ أترى الجديدة ستكون حنونة عليه مثلى؟ هل سيحتفي بها يقربها من القلب

مؤكد هي سعيدة بعدي، تتساقط أوراق الشجر خوفًا من الخريف القادم على عجل

أنظر حولي أضحك بسخرية لأراها بجواري مخنوقة مثلي بكيس الوسادة.

 

صغيرات

البيت القديم المشقوق نصفين، المسكون بالعصافير ، الشارع الضيق الكئيب ، الصغيرات تلعبن بالعروس القماش، لفحات الحر تؤجج العقل، تزيد الرطوبة، العرق النازف على الوجوه وفقر الحال ينادى على عتبات الصباح ،العودة بانكسارات النهار، ماذا يفعلون والشتاء قادم، والصغيرات ظهرت على صدورهن حبات الرمان ،الصغيرات  لم يكن يخجلن منها  ولكنهن يلعبن يجرين، يسبقن الحزن الساكن في الدروب، أصوات العصافير، العائدة إلى أعشاشها ساعة القيلولة،جمعن البنات الصغيرات، الواحدة تلو الأخرى أدخلهن البيت القديم، أغلقوا الباب، بالمزلاج الخشبي الكبير، مظلم هو المكان، بأخر البيت وجدوا القابلة جالسه بلباسها الأسود أساورها الرخيصة، أسنانها الصفراء بفعل الشاي التبغ الممصوص

   تبصق على الأرض، السيدات الواقفات، امسكن أول البنات، صرخت رفعن لها الثوب حتى ظهر الجزء البارز، أخرجت القابلة الشفرة الصدئة، لتنهال تمزيقا، تتساقط قطرات الدم، تتتابع، تسيل على الأفخاذ الصغيرة ،نحن أطفال الشارع الذكور، أمام البيت نسمع الصراخ، الرجاء

 الشفرة تهوى على البروز، أخيرا فتحوا الباب اندفعن جريا للداخل، لنرى التراب الرطب المختلط بالدم والشفرات الملقاة على الأرض ،عليها آثار الدم.

تخرج القابلة بكلماتها الجنسية البذيئة، خلفها النساء المتشحات بالسواد الأبدي، البنات نائمات علي الأرض، يقطر من عيونهن الألم الرعب ، من يومها لم تلعب الفتيات بالشارع الضيق، مزقن العروس القماش، هجرت العصافير البيت أغُلق  سكانه هاجروا للشمال، هربوا ذات صيف تاركين لنا الشارع.

   أغلقت عائلات البنات أبوابها، لم تخرج الفتيات، تمر سنين، كبرت البنات صرن جميلات خلف أسوار البيوت، من سيقطف ؟  يجري الدم تُعلن الرجولة طلقات الرصاص المبتهجة تطير العصافير النائمة  علي قمم النخيل

المزمار البلدي، يمزق حرارة الجو، العصي تتقابل في الهواء بأذرع الرجال، القابضون علي شرف القوم، جميلة هي العروس. بثوبها الأبيض، ادخلوها الغرفة عليها دخل، قاومت صرخت رأت القابلة بالشفرة الحادة

ظلام البيت، لم تكف عن الصراخ وضعت يدها، بكل قوتها علي الجزء المبتور، ضاق البيت بالعريس، نظرات الأصدقاء الرجولة المتعطلة ، ليلاً احضروا لها القابلة

 واقف هو يشاهد النساء ،حول  العروس يضغطن عليها تدخل القابلة أصبعها لتمزق ما تبقي من غشاء براءتها، لتدخل في غيابات الصمت

علي مشارف الموت تصارع ، البيت القديم الساكن في العقل  الزوج المغلوب، راجعا للوراء، ممسكاً بالفأس ليانهال ضرباً علي البوابة القديمة، جري للداخل وضع يديه علي أذنيه ،تمايل وقع علي الأرض، صراخ  الصغيرات، مازال يدوي  بمجنبات البيت .

 

عم نصر

مر على كل بيوت القرية، معه قصاصات صغيرة، مكتوب فيها رقم الهاتف، استحلفنا بكل غالِ، أن  نطلبه في حال احتجنا إليه

كلما قلبت أوراق أيامي، يطاردني رقم الهاتف بكتابته الرديئة، عم نصر الذي ترك هاتفه، ومات منذ سنوات.

 

تجارة

بعد أن سمعنا دوى أول طلقة رصاص، أخرجنا بنادقنا الآلية، تتوالى الطلقات، تتملكنا الرغبة في قتل الخوف، الذي يلفنا منذ شهور، يأتي الصوت لا نعرف من أين ؟ في الصباح الباكر، جاء التاجر؛ من أخبره بنفاذ ذخيرتنا!

 

ضحكات

ضحكنا كثيرًا عندما كنا ننط سور المستشفى، نسينا أجسادنا المكتنزة باللحم، أخذتنا أقدامنا التي تعبث بها واخزات (اليوريك أسيد ) الخفة التي جعلتنا نعبر كل شوارع مدينة صبانا، ضحكنا كثيرًا عندما رأينا البنت التي أحبتنا، وهى تُنّشر همَ أيامها، بكينا عند عودتنا المتعبة، لم نستطع نط السور بعد غلق أبواب المستشفى .

 

   

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 12
تراب الحكايات
عبد الرحمن أقريش

المجنون