عارف عبد الرحمن
أنزع الذكريات من العتمة
أخطو فوق تجاعيد وجهي
الصورُ الجانبية تحوم فوق
رأسي الفارغ من الهواء
الذكريات ورق صفر
تمضي بسرداب حياتي
أزيحُ عن كاهلي خطيئةَ النسيان
أعانق ذكرياتي وأخيط
العناقَ على أثار خطواتي
العيونُ السؤالَ الهادئ
مثل مرآة ملساء
الدموع صبر فرح حزن
غسيل ألم دون صابون
العيون
ذاكرة مرآة
منعكسةً من القاع
تُحَلّقُ من صورة إلى أخرى
العيون
تغفو داخل كهفها ترى
ما لا نراه نحن .
المأساة تتسامى مع فكرة الحزن
التأوه وهتافات الشجن
كجلوس سجين في عتمة باردة
حيث يتحدثُ العقلُ بهدوء،
وحيث قطراتُ الملح
تتدحرجُ على الوجه.
الشعر ليس وجهُ الشاعر
ذاتهُ في المرآة.
لغةُ الحلمِ وكثير من الأحلام
أوهام
الشعر مُتْحف لعرض الصور
المنطوقة
اجْتُثّاث نباتاتُ عشوائية بين سكتي القطار
صناديقُ انتخاب مثقوبة من الأسفل تغمِرَغرفُ
السياسين مناديل مبللة بالعرق المالح
ثوب أبيض لحفلة زفاف
نوافذُ مفتوحة طوالَ الليلِ والنهار
فأر يتجنب أكل الجبن من مصيدة
قديمة
ولا أحدَ يريد أن يقضي ليلة واحدة في بيته
المسحور ذات السراديب المعتمة
فكرة ماكرة وشريرة يجول في الرأس
لكي تخربه
حدودُ الغياب وتبرير الموت
عقرب دقائق في ساعة اليد .
هذا الطفل الميت
له أجنحة
تلاعب الهواءَ
يُحَلّقُ عاليا
لا يهوي
يتدلى من مرجوحة الهواء
مُلَوّحا بيد مريشة بالضوء
يحجب عينيهِ عن الأرض
لايريد أن يرى قاتله .
تصرخ في حثيث
الصدى
أي مدى هذا
ظل وصمت
خيط من ضوء
داخل هذا الليل الكوني
حيث لا جواب يأتي .
وعاءُ للعقوبات
إنَاءٌ للمرض
أبَدِيٍّ الخسارة
الجسد يرَى العَالَمَ كما لكم و لو كَانَ
المَدَارُ الذِي فِيهِ الضَّوْءُ
قابلاً للسقوط
الجسد وحده قربان شجاع
لمُلاقَاةُ المَوْتِ