قصائد لـ سمر طارق

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

(غميضة)

 

أقشّر الحزنَ صباحًا من فوقي

و أقليه في الزيت

أنكّسُ رأسي في -الطاسة- معه

و أبي يمرُ من خلفي بالسيجارةِ

أبي خائفٌ

يحملُ البيتَ و يسقطه في الطريقِ السريعِ

أبي يتركُ رُكبتيّ تبكيان على الطريقِ

و أمي تحملُ المروحةَ و تبحثُ عن "واي فاي"

تنظفُ الطريقَ من الترابِ

و تبني حولَ البيتِ سورًا

و عندما تصدِمُ السيارات الباب

أخافُ أن أسألَ "من الطارق ؟"

فتكونُ ركبتيّ

-ركبتاي اللتان تبكيان على الطريق-

"مطلوب فتاة حسنة المظهر"

موظفة -الإنترڤيو- لن تقبل بمن ليس لهم وجوه..

موظفة -الإنترڤيو- لن تقبل بركبتين مشوهتين..

أبي سيقضي العيد على الطريقِ السريعِ.

و أمي سترممُ السورَ

و أنا لن أسأل : (من الطارق ؟)

أنا و الشبابيك سنسكّر الشمس على أصابعنا

و نكررُ: الجروحُ تزولُ باللعب.

الجروحُ تزولُ باللُعب.

الجروحُ تزولُ باللعب .

نلعبُ الغميضة،

للمرة ال 21

نلعب الغميضة،

تختبئُ الشبابيكُ خلف الستائر.

وأنا أختبئ أمامها.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

( 8/16 )

 

قضيتُ عيدَ ميلادي في الحمام

لم أتساءل عن مستقبلي المعطل

كنت أحدقُ

أعدُ الأشياء؛

على حوضِ الغسيل

فرشاةُ أسنان

مشطٌ صغير

و مقصُ أظافر

على الأرضيةِ بقعةُ دهانٍ

في المرآةِ

نافذتان للذباب

أنفٌ ملفوفٌ بغاباتِ تبغٍ

فمٌ يسقطُ و يقولُ :

جرحت ركبتاي.

في المرآة

شجرةٌ تقطفُ إحدى وعشرين قطعة لحم فاسدة،

و قلب مكسور.

في عيد ميلادي

أريدُ للبيوت أن تصيرَ حيتانًا

و أن أرى على صفحات الجرائد الأولى

عنوان : "بيتٌ يتحوّل لحوت و يلتهم الحي و الميت"

و حين يهلع الآخرون

أحملُ وساوسي على ظهري

أركضُ في الشوارع

و أصيحُ : أنا طعام جيد

و حبيبتي تتمتم صباح الخير .

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 شـاعرة مصرية .. من ديوانها الثاني "ثلاث جثث لشخصٍ وحيد" يصدر قريبًا عن دار تشكيل ـ القاهرة 

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

Project