يحكى عن قرية أنها كانت مليئة بالحياة: “هي قرية في الهند الشرقية. اليوم هو يوم خاص. هناك احتفال بفرح لنحضره. يوجد كرسي كبير للعروس. حول الكرسي مجموعة ناس معها طبول وأبواق. هم موسيقيون. هناك أشياء كثيرة لتتم قبل الفرح. نساء كثيرة مشغولات بالطهي. بعضهن انتهين. وحضرن قدوراً من الأرز باللبن. كانت هناك سلال من السمك بانتظار أن تطهى. بعض النساء منهمكات في تقطيع السمك بسكاكين خاصة – هل رأيت مثل هذه السكاكين من قبل؟ بقرة القرية في منتصف كل تلك الأنشطة، تأكل وجبتها الصباحية. ينتظر قط القرية دوره. من سيطعمه؟
في كتابها “قرية هي مكان مزدحم!” تقدم الكاتبة الهندية ڨي جيثا حكايات أشبه بلوحة، أو دفتر للتفاصيل الغنية في القرى. تحكي عن يوميات الناس في القرى، و تمدنا بتفاصيل عن الزواج والتراث والحياة وأماكن لقاء الأصدقاء، ووقت ملء المياه، غسيل القمح وأخذ الحيوانات للاستحمام في البحيرة. وكيف يتوقف العمل في الليل ليبدأ الرقص والغناء. فتكتب عن العمل: “يؤدي الناس أنواعاً مختلفة من المهام بالقرية. هاهو رجل وامرأة يقفان في حقل طيني ومبلل. يزرعان الأرز. يذهب بعض الناس للصيد كل يوم. هل يمكن أن تشير عليهم؟ هناك خمسة منهم، وعاد اثنان من الغابة، إنه حيوان كبير الذي قاموا باصطياده!”.إن الكتاب يحكي حكايات عن كل ريف في كل منطقة بالعالم.
تعتمد الكاتبة استعمال أفعال المضارع المستمر لتبدو القصة في حيوية وكأنها تحدث في لحظة قراءة القصة نفسها. كما تشير إلى الصورة طوال الوقت بطرح أسئلة تحرك ذهن الطفل وتعيده للصورة، فتسأله القط ينتظر الأكل، فمن سيطعمه.أو سؤال حدد الرجل والمرأة اللذان يحملان أقماع السوداني! هل يستعد بعض الناس للذهاب إلى مكان معين؟”، مما يصنع حالة من التكامل بين الرسم والكلمة المكتوبة. ويجعل الطفل وهو يبحث عن الصورة المحددة يتأمل الرسم ويلحظ تفاصيل أخرى. كما كان اللون البرتقالي هو لون الخلفيات للكتاب، ليبدو اللون الساخن الأكثر تعبيرًا عن قرية مزدحمة. بالإضافة إلى رسم مليء بالتفاصيل.
إلى جوار الحكايات فالكتاب مطبوع في قطع مختلف، مطوي بطريقة يمكن فردها ليبدو لوحة كاملة مكتوب أعلاها “أهلاً بك في القرية” وفي نهاية الرسمة مكتوب “شكرًا لك. تعال مجددًا”، فتكون الرسمة مليئة بالتفاصيل التي يعيد الطفل الاطلاع عليها ليخرج بقراءات ورؤي جديدة كل مرة تمامًا مثل فائدته من النص المكتوب. كما أنها طريقة تستلهم فكرة الصفحة الالكترونية بالتصفح لأسفل والنزول في الصفحة نفسها لاستكمال القراءة وليس تقليب الصفحات. تبدو الطريقة المطبوع بها الكتاب طريقة مميزة لأنها تحوى أيضًا ثقبا في الأعلى ليتم تعليق الكتاب كلوحة على الجدار. والاحتفاظ بصورة القرية على الجدار.
الكاتبة ڨي جيثا كاتبة مهتمة بدمج التراث الهندى والكتابة للأطفال، كما أن لها أنشطة في مجال العمل الاجتماعي، وإحدى مؤسسي ومحرري كتاب تارا، ليصدركتابها “قرية هي مكان مزدحم!” عن كتاب تارا، وهي مؤسسة نشر مستقلة معنية بالكتاب المصور للأطفال والكبار. تهدف كتب المؤسسة إلى طرح جماليات الهند، كما تقيم ورش فنية وحرف يدوية للأطفال. أما الرسامة روحيمة شيتراكر فتعلمت الفن على يد زوجة أبيها. اشتهرت برسومها عن الحياة اليومية في القرى، بتفاصيل الطهي، التنظيف، الصيد، اللعب كما رسمت بعض المبادرات المجتمعية للحكومة. وكانت السمكة موتيفة أساسية في رسوماتها.
بريفيو:
كتاب: “قرية هي مكان مزدحم!”
تأليف: ڨي جيثا
رسوم: روحيمة شيتراكر
نشر في: نوفمبر 2016