نابليون بونابرت.. يزور مصر في حكاية للأطفال

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

صورة وجملة واحدة وتاريخ لأحد الأعوام. يقدم بها الكتاب قصة حياة قائد عسكري داهية، هو نابليون بونابرت الذي لم يعش طويلاً، لكنه خاض معارك كبرى. ويحمل الكتاب الأطفال معه إلى مرحلة مهمة في تاريخ أوروبا شاملة لحروب ومعاهدات وسقوط بلاد وقيام أخرى. وذلك في الكتاب الفرنسي "نابليون العظيم" للكاتب چوب والكاتب ك. دي مارثولد، الصادر في 1893.

يؤمن الكتاب من بدايته بأن نابليون هو الرجل الأعظم فالصورة الأولى لبونابرت وهو يقف والشمس تشرق أمامه. والإشراق هو شعار لانتصارات كثيرة سنتعرف عليها مع رحلتنا في الكتاب ذي الأسلوب المبسط.

يولد نابليون: “ولد الطفل هناك في أجاكسيو بغرفة معلق فيها جدارية بصورة البطل هوميروس ” في 15 أغسطس 1769″. وقدم الرسام صورة لطفولة بونابرت لطفل يجلس على سجادة  لها رأس أسد.

تتوالى الصور التي تقدم لحياة بونابرت وبجوار كل صورة تاريخ ووصف لحدث معين، ففي 1785 بدأ حياته كملازم في الجيش الفرنسي. وكانت فرنسا تعيش أحداثاً سياسية مهمة، يتابعها بونابرت حتى يتمكن من المشاركة فيها، فبشهد مثلاً تاريخ 20 يونيه 1792 وهو تاريخ آخر مظاهرة سلمية قام بها الشعب الفرنسي لكي يعود الملك لويس السادس عشر  عن سياساته وينفذ روح القانون الفرنسي الحقيقي. فرأي بونابرت “التاج في مواجهة القبعة الحمراء الثورية”. وبدأت تتعرض فرنسا لأحداث ثورية بالإضافة لتعرض الشعب للجوع.

أثبت نابلبيون نفسه في عدد من المعارك المهمة التي تولاها. ثم ذهب في رحلته العسكرية إلى مصر والمعروفة باسم الحملة الفرنسية على مصر يقول الكتاب: في 1 يوليو 1798: “هبط في أرض الفراعنة، وكان يتبعه في كل مكان لجنة من العلماء والفنانين”.وكان يعتبر تمثال أبو الهول المصري ” وحشاً يهمس بكلمة الخلود“.

في 1800 يعود بونابرت إلى بلاده وينتخبه الفرنسيين في منصب القنصل العام وهو أقوي المناصب في فرنسا، ويستكمل حروبه العسكرية التي انتصر أخيرًا فيها على النمسا واحتفل في 1801 بالنصر وعاشت فرنسا فترة هادئة ومفيدة حضاريًا ومنح العسكريين المتميزين وسام الشرف الوطنى الذي انشأه نابليون. لكن ينقلب نابليون على الطامعين في الحكم ويلغي نظام الحكم بالانتخاب محولاً فرنسا إلى النظام الملكي، فيعلن بونابرت نفسه ملكًا في 2 ديسمبر 1804 وألغى نظام القنصل العام.

تتوالى الصور والأحداث في مسيرة حياة نابليون بونابرت بالكتاب ففي 1805 أقام ما يسمى باتحاد الراين وهزم النمسا هزيمة كبيرة. وقدمت الصور تفاصيل لطيفة للأطفال، فالمحاربون القدامي جعلوا كلابهم تقدم التحية العسكرية لبونابرت، وهو يرد عليهم التحية.

ثم كانت معارك فرنسا مع روسيا حتى توصل بونابرت إلى معاهدة تلست. وبعدها بدأ يراجع أمور ونظام جيشه الفرنسي. وأنجب بونابرت ابنه الوحيد. لكن اشتعلت الأمور بين فرنسا وروسيا مرة أخرى.

ويتعاطف الكتاب مع نهاية نابليون بنفيه إلى جزيرة هيلين، ووفاته هناك. ويقدم صورة تبدو فيها الجزيرة مثل قبعة صغيرة في الظلام لكن بها بارقة نور. ويقول عن وفاته أنه أخيرًا مات النسر في  5 مايو 1821

.

قدم كتاب” نابليون العظيم” للأطفال شخصية عسكرية بامتياز ومزج معها بعض التفاصيل الإنسانية عن زواج وميلاد طفل بونابرت. وحاول الكتاب أن يقدم الأحداث السياسية دون أن يأخذ موقفُا منها، وإن كان قد انحاز غالبًا لبونابرت بصفته القائد الأعظم دون أن يمنح الأطفال فرصة لنقد التصرفات حتى لو كانت تصرفات قائد شهير. وربما لأن الكتاب صدر في فترة زمنية قريبة نسبيًا لبونابرت، فقد تأثر بسطوة الشخصية وتأثيرها وانبهار الجميع بها.

والرسوم في مثل هذا النوع من الكتب مهمة لأنها تقرب للأطفال عالم التاريخ والسياسة وتضفي عليه بعدًا إنسانيًا يجعلهم يرون التاريخ.

 

عن الكتاب:

اسم الكتاب: نابليون العظيم للأطفال

المؤلف: الكاتب چوب والكاتب ك. دي مارثولد.

سنة النشر: 1893

مقالات من نفس القسم