قارب الرمل

art
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

سهيل نجم*

– مَن الطارقُ؟
– إنه أنا، لكنني بعيد.
ركنت جسدي عند صخرة وجئت أبحث عن مأوى.
– من الطارقُ؟
– جئت من خلف العالم، حيث الأحلام والأوهام
تتكدس في خاتم صغير.
رأيت طائراً أسود يحوم هنا.
ترى ماذا يدور؟
– نهار كالح يطيح بضحاياه متتبعاً أثر الأمل.
وثمة أرواح تحمل ظلالها
تريد الوصول.
هنا عالم مقلوب، وفراسخ من نيران صغيرة
تركض نحو البحر. هنا ما يشبه الأحجار الخامدة
تكسرت أجنحتها وتنظر إلى الجبل.
– لا أبواب أمامي سوى هواء شبحي
أطرقه فيرد لي الصدى:
أين؟
وأعود من حيث جئت كأنني لم أعد.
أدور ولا أدور، ولا دليل
رغم أن الماء قربي!
ما المكان؟
– إنه أنتَ.
في جعبتك نوايا ادخرتها
لتريق ما تريق من دم الشفق.
المكان أنت وتدور به حول الأفول.
– مَن هنا؟
– إنه أنا، لكنني خرجت تواً
من عتمة الجسد والنار لأدخل الزحام.
أنا الطائر الأسود،
أزحت الصخور عن فمي وأطلقت صراخي.
إنه أنا، أزحت وجود المطر المزيف،
ومسحت لعبة النجوم المقدسة وأسرار الكتب المرة
وأتيت.
– في عودتي رأيت ذئاباً تعبر ذاتي
صحت يا ذاتي
ما نفع التذمر حيث لا وجود؟
فمشيت إليك علّك ترعى ذواتاً مثلي
وتطفئ ذلك الليل المتسربل باللؤم خلفي..
– يا أنت يا أنت وحدك.
مدفوناً في المكان ولست فيه.
– قدري أن لا أراك وأنت ظلي.
كلانا قارب من الرمل وبيننا بحر.
– كنتَ جداراً من النسيان،
أمثولة مثقوبة المعنى،
شرفة تلهم هواء الليل ولا تكل،
هنا عالم مقلوب، وفراسخ من نيران صغيرة
تركض نحو البحر. هنا ما يشبه الأحجار الخامدة
تكسرت أجنحتها وتنظر إلى الجبل.
– لا أبواب أمامي سوى هواء شبحي
أطرقه فيرد لي الصدى:
أين؟
وأعود من حيث جئت كأنني لم أعد.
أدور ولا أدور، ولا دليل
رغم أن الماء قربي!
ما المكان؟
– إنه أنتَ.
في جعبتك نوايا ادخرتها
لتريق ما تريق من دم الشفق.
المكان أنت وتدور به حول الأفول.
– مَن هنا؟
– إنه أنا، لكنني خرجت تواً
من عتمة الجسد والنار لأدخل الزحام.

…………………..

*شاعر ومترجم عراقي. صدرت له أربعة دواوين شعرية والعديد من الكتب المترجمة من الإنكليزية وإليها في الشعر والنقد الأدبي والرواية والفكر والفلسفة من بينها أعمال لكُتاب مثل ألسدير غري وتيد هيوز ونيكوس كازنتزاكيس وخوسيه ساراماغو وإدوارد سعيد وفيلاس سارانك ونورالدين فارح وهربرت ميسن و هالدور لاكسنس وبيلي كولنز.

مقالات من نفس القسم

art
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

قصائد

يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

قصيدتان

Sameh Rashad
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

قالت