ستنسينَ في عناقي
رمادَ المدينة الذي ملأ حناجرنا
أرياش العصافير الهاربة من القنصِ
ضبابَ الفجر المختنق بالصلوات
وأنا سأنسى أن في صدري ظلاماً
يُضللُ كل نجومِ البحر.
ستتنسين في عناقي
أن أرغفة الخبز في مطبخكم
لم تكن تكفي
وأن شجر زيتوننا
كان كامرأة جف ثدياها من الفقد،
وبالرغم من الشّوك العالق في أصابعي
ستنسين أنني عملت بائع صبار..
ربما ستلحظينَ شحوب لوني
لكنك لن تدركي أنه كان بسبب النوم تحت الجسور
وفي ردهات المساجد والمكتبات.
ستنسين في عناقي
أن الغيوم التي وعدتُ جفنيكِ بها
مزقتها نسور الحرب
وأن البيانو الذي صلَّى لأجلِ سُكَّر أصابعك
تدفأ أهلي على أخشابه..
أن خيلنا انتحرتْ
وكلبنا الصغير، تاه وهو يطارد الأشباح في السهوب.
***
عانقيني وارشفي لهفي
يا وشوشات الموج للصَّدفِ
كم مرةٍ ناجيتُ كي تقفي
قربي وتقتربي لتكتشفي
أني ركامٌ ليس تجمعهُ
كفُّ السما.. وصلاةُ معتكفِ
عانقيني دون أن تصفي.
***
ستنسين في عناقي
أن صنوبرَ نومي تقصَّفَ
من ثقل الخوف الذي حملته في الكوابيس..
وأن ساقي الخشبية
لن تساعدني على الركض خلفك
ستنسين
أني تركتُ حياتي في سفينةٍ سكنتْ قاع البحر
وأن الأبواب الثقيلة
ستظل مغلقة إلى الأبد.