في داخل الزهرة

موقع الكتابة الثقافي art 37
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

إسراء عبد الرازق

(١)
تقول الزهرة

وثبت على هوة المعاني، على حرائق الأشياء وهي تتحوّل من صور إلى يرقات، ألفي عام من التشرّد في حروب الخيال، خدشت فيها الريح المسافة الفاصلة بين الواقع والوهم، حينما تحررت سيول الأفكار إلى جزر.. لم أهجرها، ولم أحلم بالانتهاء بعيدًا، كلّ هذه الحياة التي جرت في الجوع الى المعرفة، كلّ هذا القفز إلى الينابيع.. تمزق، في كلّ بداية طمسها الزمن، في كلّ ما بدا له معنى، وما لم يكن أبدًا ذا معنى.

(٢)
من زهرة الى زهرة

تحفرين في الماء..وأراكِ
جرح البحر كله في صوتكِ
تمشين صامتة فوق الأخاديد
تغمضين عينيكِ عن القبح وتبكين
لن تنهزم موجات الكلمة
التي تصدح في البلور ليتفتت
ستكونين أزيزًا في النهاية
قبل أن تلتئم الحياة

(٣)
إلى راعي الزهرة

كالمحار الأزرق، أغادر أرض الثلوج، لأبحث عن حبيب/ صديق/ إنسان
الآن صانع الخزانات نائم، وأنا أنتظر..أنتظر طويلًا
لعلّ الأقفال الصدئة تسقط من تلقاء ذاتها
حينما تعثر على بؤبؤ عينيك التائهتين
ستكون بحرًا
وسيطول انتظارك/ مثلي
وأنت تتطلع من بعيد الى الأضواء في عمق كل شيء قاتم
ستكون بحرًا أو أمنية أو حتى شرارة هاربة من المياه إلى الفناء
وستنسى غشاوة الرؤى، وصلافة الأعماق
إن ما يرقد هنا، لا يعرِّف الحبّ الذي نبحث عنه

(٤)
نداء الزهرة

لمَن يبكي الندى إذا كنت أنت الماء الحزين
***
تصوّر! يمكننا لمس الزهرة
ويمكننا قصفها…
تصوّر!
***
النهر من قلبي، الدماء من أصابعي
يسيلان
صف لي يا طبيبي أيّ خيال يحميني من الحياة

(٥)

شردت
حينما كان أنقى أحلامها أن تراه
مَن عبَر بوابة الشمس
ليلتقيها
***

كانت تراقبه نجما ينزف
حملته الأفاعي من عنقه النحيل
وامتصت رحيق أنفاسه
***

وردة الحبّ تنوس
غنِّ..غنِّ
حرام أن تبكي.
*****

(٦)

حكاية الزهرة

في الغابة الواسعة تقصف أشواكها / زهرة تمشي على قدميها
تختبىء بجانبها العصافير/ قبل أن يوجه القناص عينه اليهم
إنها تبحث في أعماق الظلام عن إنسان غير الذي نعرفه ..
تحمل شمعة في داخلها / تحاصرها كائنات من زمن آخر
ولأنها تعرّف كيف تضيء لا ترتجف في العتمة ..

(٨)

داخل الذاكرة مَن تكونين أيتها الزهرة
حكموا عليكِ بالنسيان
ولا أحد يعرِّف حكايتكِ
تسمعكِ الغابات المظلمة
حينما تنادين: سامحيني..
لصغيرتكِ البتول
لم يخبركِ أحدًا
كيف تظلين بتولًا مهما يبيّض شعرك؟

(٩)

من زهرة خائفة:

لا تتركه بين أشواكه، سوف يختفي اذ كان وحيدًا، سيلحق بالخيول كالطير الغريب، إنه يهاجر باحثًا عن رفاقه. لا تتركه يمشي كثيرًا على الأرض حتى لا تتقرّح جذور معانيه، لا تتركه يتحدث مع أوراق الشجر ستضلله الرقة ويثمله الندى، لا تتركه يتوه في الظلام .. سوف ينطوي شيئًا فشيئًا اذ كان طبيبًا للمهمومين جرّ عربته ومضى نحو أغوار الجرح.

(١٠)

إليك، وإلى الوحيدين
في عالم بلا حقيقة
تقول:

روحك، تنبض حتى في الليل وأنت غائب في أحلامك
الزهرة التي تتفتح بتلاتها في داخلك طوت جناحيها الرقيقين
الحقيقة جرحتها
وكل شيء تبقى منها حلّق
سيبقى الشعر بداخلك
وستنتظر أن تعود إلى ذاتك
مهما كنت شريدًا
كزهرة تسبح في الرماد

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني