ساري موسى
أجابتِ الأمُّ أولادها الأربعة أنَّ بابا نويل لن يجلب لهم هدايا هذه السّنة، لا لأنّهم لم يكونوا شاطرين، أبداً على الإطلاق، بل لأنّهم لم يضعوا شجرة الميلاد ويزيّنوها، فأين سيترك لهم هداياهم؟ وهم لم يقوموا بذلك لأنّهم ضدَّ قطع الأشجار المسكينة، كي لا يهدموا بيوت العصافير الجميلة، ولهذا السبب أيضاً لم يُركّبوا مدفأةً، وبالتالي كيف سينزلقُ عبر مدخنتها؟ ثم قالت لهم أنّهم يهزّون أجسادهم تماماً كما يفعل بابا نويل عندما يضحك، فأين ضحكاتهم؟ وسرعان ما تشابكتِ الضحكات الهادرة، بالعرض الذي سمحتْ به الأفواه الصّغيرة، فيما نهضتِ الأمُّ إلى خارج الخيمة حاملةً دموعها ومعطف زوجها، ووقفتْ متطلّعةً بنظراتٍ سائلة نحو الطريق الممتدة وسط الدنيا البيضاء، التي غادر عبرها بقميصٍ رقيقٍ في النّور الباهر للشمس القريبة.
ــــــــــــــــــــــ
قاص سوري