فضيلة الحكى عن القطط

عبد العزيز دياب
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

عبد العزيز دياب

   عليكم أن تدركوا أن “الضفدعة الذهبية” هى كلمة السر، وأننى لن أتأخر كثيراً حتى أمتلكها، امنحونى فقط بضعة أسابيع أتعلم فيها السباحة، والرماية وركوب الخيل، والوقوف على ساق واحدة لمدة تزيد عن أكل سندويتش هامبورجر، الأندية الرياضية تعلمنا كل المهارات بما فى ذلك تتبع مسار نملة وسط جيش من زميلاتها. مشكلتك يا “مازن” مع الفئران ستنتهى بعد أن خرج لك كبيرهم من درج المكتب وقال لك أنا ملك الجن الأزرق جئتك على هيئة فأر، لا تصدقه يا مازن فهو فأر لا أكثر، هو فأر وابن فأر، حتى لو كان جنياً وملكاً على هيئة فأر فأنا آت ومعى “الضفدعة الذهبية” التى ستمحو كل الفئران من على وجه حجرة الخزين، والصندلة، وأدراج المكتب. لا تكترث بتهكمات أبيك، فهو لن يفعل شيئا سوى إحضار التبغ والتّفَنن فى برم سجائره وهو يفتعل السعال كتجربة عملية فيها من الذكاء وفيها نمطية تجعل سوسن القردة ابنة أختي تكح بصوتها النحاسي الرفيع عندما يفتح علبة التبغ ويبدأ، أبوك هو أول من يضحك ضحكتة الممطوطة السخية. دعك من هذا كله فأنا لا أعرف لماذا تخلت أمى عن الحكى وهى تقشر الفول السودانى وتدغدغه بين ضروسها مع كوب النسكافيه، كل ليلة كان للقطط نصيب من حكاياها عن الغول، والأقزام، والسندباد، وطائر البلاشون، وعجائز كوبنهاجن، وصياد مارسيليا، وساحر بغداد، آخر حكاياها عن القطط كان منذ شهر، كانت تحكي عن القط “ميزو” صاحب اللون الرمادي، والعينين اللوزيتين، ملك جزيرة “اسكنتو”، حولته الساحرة إلى قط لأنه دائما ما يعصى أوامرها، يقتحم بجنوده جبال “الغندير”، ويقلق منام خدامها من الجن، كانت قطط الحكايات يا مازن تنفرط من فمها وتنتشر فى ربوع البيت، تطرد الفئران، تهزمها شر هزيمة وتأكل صغارها، ما حدث أن أمى كفت عن حكايات القطط، لم أجد أمامى إلا أن أرسم قططاً كثيرة بأنواع وألوان وأسماء كثيرة: بوبو، ميكى، بندقن، شادو، ساشا، كاندي، طلبت منها أن تأكل الفئران التى اكتسحت البيت، وتسكن أدراج المكتب، خاصة الفأر المتبجح “زرزور”، يهددنا بأنه ملك الجن الأزرق، وله جيش من الفئران يستطيعون هزيمتنا بكل يسر، لكن القطط التي رَسَمْتَها خذلتني، علىَّ أن آتيها بالضفدعة الذهبية من قعر البيسين لكى تنفذ كل طلباتي وتستجيب لأوامري، انتظروني فأنا ذاهب لتعلم السباحة والرماية وركوب الخيل.

 

 

 

 

مقالات من نفس القسم

تشكيل
تراب الحكايات
موقع الكتابة

قلب

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 12
تراب الحكايات
عبد الرحمن أقريش

المجنون