أسامة عاطف
حتى أتقبّل العالم بصدرٍ رحب كان عليَّ أن:
أسمع سخافاتٍ كثيرة تحطم صدري وأصمت
أتجاهل الكارهين دون سبب
أتجنّب صراخ أمي في وجهي وصراخ الحياة في أُذني
أتجنّب المحدّقين في وجهي الذي ملأتهُ التجاعيد
أقتل الوقت الذي أقضيه وحدي في البيت
أقتل بداخلي الفتاة التي خانتني أربع مرات
أتقبّل عدم وجود الأصدقاء وأُسلّم بوحدتي
أقتلع وردة عنوة وأُهديها لنفسي
أتكوّر على السرير كاتمًا صوت نحيبي
أتقبّل هيكل الوجود وإرهاصاته
أقتلع من داخلي الحب الذي أعطيته للسفهاء
أمشي في الشوارع كل ليلة أصرخ وأبكي دون سبب واضح
أحترق أنا والنيكوتين وحدنا في شباك الغرفة
دون يد حنونة تشد على خصري
أحترق .. أحترق .. أحترق
أنظُر للعالم من نصفِ الكوب الفارغ؛ وأتقبّله!
بصمتٍ وهدوءٍ وأنين
أعبرُ وحيدًا وآكل وحيدًا وأنام وحيدًا؛
كان عليَّ تقبّل كل ذلك
أنتظر موتي دون خوف كل ليلة ليخمش قلبي برحيلٍ نهائي
أُطأطئ رأسي حتى أخفي دموعي التي تنسدل من مؤق عيني عنوة
كان عليّ أن أقتل كل شعور بداخلي
أن أقتل الحياة والوجود
حتى أصبحت هيكلًا عظميًّا يتحرّك بخفّة
نحو موتٍ وشيك.