ايجو

ايجو
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

 

وائل عبد الفتاح

في هذه الزاوية نفسها

ألقت بكيس بقايا الليلة المرحة،

المدينة ابتسمت، ابتسامتها المعتادة في الاحتفالات الموسمية ، لم يدهشها المرح ولا الكراكيب المتناثرة في زواياها، أدهشها موهبة النساء في توزيع البهجة ذلك التوزيع العادل، من يري مثل من يسمع أو يتخيل ما تخفيه الحجرات المغلقة خلفها من قدرات تحريك "الايجو" الميت تحت جلد رجال منهكون، يصارعون آلهة المدينة، وشرطتها المتبجحة بملابس رثة ، ووجوه شرسة ، خبيرة في الترويض.

الإيجو يتجول في الشوارع الخالية، وحده، بلا أرواح معذبة، ولا استعراضات قمر صعلوك يظهر بعد ان ينام الناس.

الشوارع إضاءتها ميتة.

وقلب يدق بعنف أمام زجاجات فودكا ملقاة في عرض الطريق وبقع دم ما زالت ساخنة، العاشق يأكله الشوق ليعبر الحواجز العشوائية. و صبيانها حملة السيوف، يدلونه علي طريق خطر، يلمح في نهايته سيارة إسعاف تحمل قناصة، يقيمون حفل انتحارهم الاخير.

الإيجو يتحدي متاريس وهمية، ويصل إلى نفس النقطة، يبحث عن سكان مدينة ابتلعتهم وهم يغطسون في بحيرة بهجتها الراقدة تحت طبقات الاسفلت.

الجثث تطفو في احتفال تنصت فيه الي صوت اغنية صاخبة في مركب صغير ، بجوار شمعة عائمة ، تبهج اهل المدينة الهاربة من مصيرها الصحراوي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*من مجموعة تصدر قريبا بعنوان ” تانجو الافيال”

 

 

 

خاص الكتابة

مقالات من نفس القسم